تتلقى المنظمات تمويلها من الدولة التي تدير الحصار، لأجل بناء قدرة تأثير مؤقتة لتحقيق هدف اضعاف خصومها، وتتحكم بحركتهم بالتمويل والابتزاز بالعقوبات ووسائل الاعلام. ليس الهدف هو إصلاح الدولة والاقتصاد، بل استثمار الحصار لتغيير التوازن.
أولاً : الدور السياسي للمنظمات في الحصار
1.إعطاء الامل للدولة المديرة للحصار بإمكانية تحقيق النتائج.
من خلال توفر الجهة المحلية التي يمكن أن تستثمر الحصار في توجيه المسؤولية والتبعات نحو أعداء أمريكا والقوى الوطنية، يأخذ الأميركي جرعة أمل لاستكمال حصاره.
2.إعطاء فرصة لمدير الحصار في استثماره على مستوى تغيير سياسي عبر الاحتجاج.
في حال نجاح الحصار في تغيير الرأي العام وتأليبه ضد أعداء أميركا بمساعدة المنظمات المدنية، تتوفر الفرصة للقيام بحركة احتجاجية ميدانية بهدف تغيير التوازن السياسي، وهذا ما يدفع مدير الحصار للاستمرار فيه.
3.تهريب الأموال المخصصة لشراء الرأي العام ومنع تداولها في السوق المحلي/ المساعدات.
يقوم الأثرياء الجدد بحركة غير مباشرة تسهم نسبيا ًفي استمرار الأزمة، وهي نهب الاموال التي تقدمها دولة الحصار لشراء الراي العام، وتكديسها بهدف الإثراء الشخصي.
4.اشغال قوى فك الحصار في قضايا جانبية.
من أهم الأدوار التي تقوم بها المنظمات المدنية، إشغال القوى الوطنية والمقاومة في لبنان في معارك جانبية، واستنزاف الوقت والجهد الذي يفترض أن يكرس لمواجهة الحصار، فهي جزء أساسي فيه.
ثانياً: الدور الإعلامي للمنظمات في الحصار
1.تضخيم الحصار واثاره ونشر الإحباط والهلع.
تقوم المنظمات بدور خطير هو تعظيم الأزمات في نظر المواطنين، وبالتالي إحباطهم ومراكمة المشاعر السلبية، لتساهم في تحقيق نتائج الحصار وتغيير الرأي العام.
2.تيئيس الناس من المستقبل.
ترسم وسائل الإعلام والناشطون التابعون للمنظمات صورة قاتمة عن المستقبل، وتظهر أن الحصار دائم وأبدي وأن الخراب مستمر، وهذه رسالة أساسية تهدف لتحقيق أهداف الحصار.
3.تسخيف أي محاولة لحل المشكلات الفردية او العامة.
تعمل المنظمات الأميركية بشكل حثيث لاستهداف أي محاولة لحل المشكلات الناجمة عن الحصار، في محاولة لمنع الشعب اللبناني من الخروج من الحصار، والوصول إلى الهدف الأمريكي، الاستسلام.
4.التحريض على الصراعات والنزاعات.
تستغل المنظمات المدنية الظروف التي فرضها الحصار، لاثارة واستثمار الخلافات بين القوى التي لا تزال غير مشاركة في الحصار الأمريكي، فتحرض عليها بشكل دائم ومتواصل، بهدف إضعاف جبهة مواجهة الحصار.
5.تبرئة إدارة الحصار.
تتولى المنظمات المدنية، سواءٌ تلك المعلنة لتبعيتها للأميركي أو غيرها، الدفاع عن الأميركي وتبرئته من تهمة الحصار بكل الأشكال، واتهام القوى التي تواجه الحصار تحديداً بمسؤوليتها عن الخراب الاقتصادي الذي أسست له أميركا وأدارتها مباشرةً.
6.الدعوة للاستسلام واستثمار الحصار والتخلي عن السيادة والحقوق.
تلعب المنظمات المدنية الأميركية دورا ًأساسيًا في الترويج لضرورة التبعية للخارج والاعتماد عليه، والتخلي عن المسارات الأخرى، وذلك إسهاماً منها في استمرار الحصار، نتيجة تشجيعها لمدير الحصار على ذلك.
7.استهداف مصداقية أي جهة تطرح مقاربة لمواجهة الحصار.
بطرق غير مباشرة، تعمل المنظمات الأميركية على استهداف الجهات التي تواجه الحصار بكل طريقة ممكنة، والتصويب على كل ما يمكن استغلاله اعلاميا ًلمحاصرتها وعزلها، وذلك لمنعها من مواجهة الحصار.
8.تخريب محاولات حل المشكلات الناتجة عن الحصار.
تعمل المنظمات الأميركية بشكل حثيث على تخريب محاولات حل المشكلات المعيشية الناتجة عن الحصار، من خلال اتهامها بأنها ضد الدولة وخارج السيادة وتستهدف المؤسسات الرسمية.
9.مواجهة البدائل الشرقية بذرائع ضعف الجدوى والعقوبات والترويج لأحادية الحل الغربي.
تواجه المنظمات الأميركية بشكل شرس أي سردية تتحدث عن امكانية الاستفادة من الاستثمارات أو المساعدات أو المساهمات الشرقية، وذلك حمايةً لبرنامج الحصار واستمراريته.
10.إنكار وجود الحصار كليًّا.
تقدم المنظمات الاميركية رواية خرافية تنكر وجود الحصار كلياً، بهدف توجيه الاتهام والمسؤولية نحو الجهات التي تواجه الحصار، وهذا هدف الحصار بالتحديد.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.