تواظب الصحف الخليجية في السنوات الأخيرة على اتهام حزب الله بكل شيء يجري في العالم، حتى لو كان هذا الاتهام لا يدخل لا بعقل ولا بمنطق، المهم أن الحزب هو المسؤول الأول عن أي شيء ممكن أن يحدث. وفي الداخل اللبناني كذلك لا يمكن أن يحصل أي حدث إلا وكان الحزب أول المتهمين، حتى أن الحَدث الذي تتمتع به هذه الصحف يفوق التحقيق ويستبقها بسنواتٍ ضوئية، لذا القاعدة لدى هؤلاء هي: “حزب الله متهم حتى لو ثبتت براءته”.
تعمل الصحف الخليجية جاهدةً في السنوات الأخيرة على تشويه صورة حزب الله بشكلٍ يومي وممنهج، فلا يمر يوم إلا وتشن هذه الصحف حملات مضللة لا تستند إلا إلى المعلومات المزيفة والتي غالباً ما يتبين أن الحزب ليس له علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد، ورغم ذلك تستمر هذه الصحف بنفس الكذبة حتى بعد تبيان حقيقتها، فهي لا تستحي ولا تحترم عقول قرائها. وعلى سبيل المثال اتهمت الحزب بتهريب أكبر شحنة مخدرات في العالم قادمة من سوريا إلى إيطاليا، ليتبين فيما بعد أن الخبر لا أصل له، وحتى لا يوجد فيه اتهام لحزب الله، والسلطات الإيطالية اتهمت تنظيم داعش الإرهابي بتهريبها، وليومنا هذا ما زالت تستشهد بهذه الحادثة في معرض هجومها على حزب الله واتهامه زوراً بتجارة المخدرات.
والمضحك المبكي هو الطريقة التي تلصق بها هذه الصحف التهم بالحزب، فبالنسبة لها أي مواطن من جنوب لبنان أو البقاع والضاحية الجنوبية هو حكماً من حزب الله، فعلى سبيل المثال إذا تم القبض على أي تاجر مخدرات أو مبيض أموال أو مهرب بأي بقعة في العالم يكفي أن يكون هذا الشخص لبنانياً ومن هذه المناطق حتى يصبح بنظرها من حزب الله والتهمة موجهة إلى حزبه، بل وتصبح هذه الموبقات المرتكبة شواهد لديها على ما تسميه بتجارة حزب الله المحرمة.
لم تكتفِ هذه الصحف بالكذب الخارجي الذي ممكن ان ينطلي على بعض العقول الساذجة، بل تعدى الخيال العلمي المريض لديها بالصاق التهم بالحزب في الداخل اللبناني، ما يعبر عن الإفلاس لديها؛ فنحن كلبنانيين نعلم ما يدور في بلدنا فلا يمكن أن تنطلي هذه الأكاذيب علينا، ومن هذه الأكاذيب على سبيل المثال، انفجار المرفأ الذي كان “يحتوي على سلاح لحزب الله” أو النيترات، وهذا بزعمهم، ليتبين وبالدليل الغربي أنه لم يتم العثور على أية أسلحة هناك وحتى النيترات معروفٌ من أتى بها، وكذلك انفجار عكار الذي تم اتهام الحزب كذلك به، والكذبة هذه لا يمكن لعاقل أن يصدقها لأن هذه المناطق معروفة بأنها مناطق ليس للحزب أي تواجد فيها. أما آخر كذبة أطلقتها هذه الصحف فهي أن حزب الله من خلال إحدى العائلات قام بمهاجمة الجيش وحرق محطات محروقات، فالقاصي والداني يعلم بأن هذه الجماعات ليس لها أي علاقة بالحزب لا من قريب ولا من بعيد.
وبالمحصلة هذه الصحف تعمل على قاعدة اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، ولا يوفرون كذبة ولا أي حدث حتى يتهموا الحزب به من أجل تشويه صورته وكسر وقاره لدى الشعوب في الخارج، وكذلك الشعب اللبناني، لكن هذا لن يحصل أبدًا لأن زيف أكاذيبهم يتضح يومًا بعد يوم، ونور الله الكامن بهذه المقاومة الشريفة لن ينطفئ مهما كتبت أقلامهم الخبيثة ومهما بثت أفواههم من السموم، لأن الله متمّ نوره ولو كره الحاقدون والمطبعون.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.