لعل أبسط مطلع على الشأن العراقي أو متتبّع لما يجري في الساحة العراقية، سوف يلحظ الميول الكبيرة من قِبَل الحكومة العراقية الحالية الى الجانب الأمريكي بما عليها من سوء وتحامل على البلد، بل ودفاعها عن الكثير من مشاريع تلك الدولة المستكبرة التي صُنّف تواجدها على انها محتلة ووجودها مرفوض حد البغض والغيظ من أغلب فئات أبناء الشعب العراقي لا سيما الجنوب والوسط واللتان احتلتا الصدارة في تقديم جماجم أبنائهما فداءً يقاتلون ببسالة وهم يصدّون عن البلد شرّ اعظم مشروع نسجته يد المخابرات الأميركية وهو داعش الذي انبرى له أبناء الحشد المقدس بقيادة قائد عراقي منتَمٍ الى المؤسسة العسكرية وبشكل قانوني مع ضيف مستشار كان يتواجد بصورة رسمية وبشكل رسمي واضح، وهما الشهيدان القائدان المغدوران من قبل ذات الدولة المحتلة “الشهيدان ابو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني”. وقد اعترف العدو الغادر بشكل علني سافل وسافر دون حساب لأي حكومة أو قرار عراقي! وهذا ما يفسر حجم العلاقة والاستهانة بالسيادة والحكومة التي فقدت قوة قرارها بعد تنازلات كثيرة ظنًّا انها بمهادنتها سيرتفع رصيدها الشعبي وتحظى بثقة مؤسساتها، الأمر الذي دفع ثلة من ابناء المقاومة الإسلامية والفصائل الرافضة لمثل تلك العلاقة الحكومية البائسة والتي تساعد على تكريس التواجد المقيت لأميركا بذرائع باتت اليوم مفضوحة ومكشوفة للقاصي والداني، فلم تبقِ الحكومة عذرًا لأحرار العراق من ابنائه الشرفاء وهم ينظرون لهذه العلاقة غير النظيفة بطبيعة الحال إذ وصل التمادي بها حدّ التأسيس لمشاريع لا أخلاقية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي ما تسبَّب في نخر المؤسسات الأمنية والعسكرية لدرجة اليأس من نية عدم المطالبة برحيلها او الاعتراض عليها.
ومن هذا المنطلق، قد تغير منطق المقاومة اليوم بعد أن نفدَت مهلة التحمل وفاض كأس الصبر الذي كان يرتجى معه صحوة تلك الحكومة لتعرف واجبها الوطني والأخلاقي! إلا أن الأمر لم يعد له حلّ او علاج غير المواجهة بمنطق القوة وتوجيه الضربات النوعية المؤثرة بعد أن بدأت التنسيقيات واتفاق فصائل المقاومة الإسلامية في العراق على حل واحد ووحيد وهو ضرورة إخراج المحتل مكفوءًا على وجهه يجر اذيال الخيبة والخسران، وهذا ما ترضاه كل شرائع الدفاع عن النفس والوطن والعرض.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.