هذا هو صراع الخلافة في السلطة وهؤلاء هم المرشحون

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في العالم العربي، نُشر أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية تستعدان لليوم الذي يلي رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن (88 عامًا)، على خلفية التقارير الطبية التي تفيد بأنه لم يعد مؤهلًا للقيام بوظيفته في الفترة القريبة القادمة؛ وفي حركة فتح تدور صراعات داخلية حقيقية على خلافته.

في الحركة التي يرأسها أبو مازن، تدور في السنوات الأخيرة نقاشات صعبة، تشهد على وجود عاصفة سياسية ستؤثر على المنطقة بعد موت أبي مازن. من ناحية أخرى، يدفع أبو مازن بعدد من الشخصيات إلى المقدمة في الساحة الفلسطينية، لكنه لم يتوج إلى الآن وريثًا له. حسب أقوال مقربيه، أبو مازن ليس معنيًا بجلب العداوات تجاهه. لكن في حالة أبي مازن وعلاقته بياسر عرفات، التي شهدت الكثير من الصعود والهبوط، أراد القدر أن يوصي عرفات بأبي مازن كمرجعية قيادية في غيابه، قبل أن يخرج في رحلته الأخيرة للعلاج في فرنسا أواخر 2004.

في شهر يناير الماضي، حذر تقرير منظمة الأزمات الدولية (ICG) من أن موت أبي مازن من شأنه أن يؤدي إلى احتجاجات جماهيرية، وعنف، بل ربما يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية. وحذر التقرير من أنه ورغم أن السيناريو الأفضل هو إجراء انتخابات ديمقراطية؛ إلا أنه يبقى الإمكانية “الأقل احتمالًا”.

هناك عدد من المرشحين الراغبين بالمنصب؛ أولهم هو محمد شتية، رئيس الحكومة الفلسطينية الحالي، الذي لم يحظ بعد بشعبية كبيرة في أوساط الشعب الفلسطيني أو في حركة فتح، لكن وجوده في المرتبة الثانية في سلم القيادة يمنحه الحق في خلافة أبي مازن. مع ذلك، الوضع الاقتصادي في السلطة والأزمات في مجالات الحياة وارتفاع أسعار المعيشة – التي لم ينجح في كبحها – تعمل لغير صالحه.

المرشح الثاني هو حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح. الشيخ المرشح الأكثر نشاطًا لخلافة أبي مازن، يعتبر مقربًا جدًا من رئيس السلطة الفلسطينية والذي قدمه لمنصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بعد موت صائب عريقات. مع ذلك، فمنظومة العلاقات بينهما معقدة، بل إن الشيخ سجل له كلامًا يسب فيه أبا مازن. في اللجنة المركزية لحركة فتح لا يحظى الشيخ بالتأييد، وسيما من قبل القادة الأرفع. في الشارع الفلسطيني لا يعتبر محبوبًا بشكل خاص، إذ تحوم فوق رأسه سحابة من الفساد، ضجر الشعب الفلسطيني من وجودها في مستوى القيادات.

المرشح الثالث هو ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية والضابط برتبة لواء، يعتبر أمين سر أبي مازن والمحبب لديه. ليس له تفاعل حقيقي مع الشعب، ويعتبر رجلًا هادئًا لا يبحث عن الشهرة، ومعروف بمواقفه المعتدلة تجاه المقاومة المسلحة والقضاء على ظاهرة السلاح الحر، وسيما في مخيمات اللاجئين.

المرشح الرابع هو محمود العالول، الرجل الثاني في حركة فتح، عضو اللجنة المركزية ونائب الرئيس أبو مازن، العالول هو في الواقع النائب الأول في فتح منذ تأسيس الحركة. معروف بالمواقف غير المعتدلة تجاه المقاومة المسلحة، وينتمي إلى الحرس القديم في القيادة الفلسطينية وفي فتح. كان الصديق المقرب لياسر عرفات وخليل الوزير “أبو جهاد”، من مؤسسي الحركة، والمسؤول عن مقتل عشرات المواطنين الإسرائيليين. مصادر مطلعة تقول إن ضعفه وتأثيره المحدود على مواقف رئيس السلطة الفلسطينية رفع مستوى فرصته في أن يكون من بين الورثة المقربين لأبي مازن. يتوقع الخبراء منه أن يواصل ذات سياسة سلفه، دون إحداث أيّ تغيير مهم. العالول يحظى بدعم الذراع العسكرية في فتح وكل من يقول بأن الحل مع إسرائيل هو حل عسكري.

رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب مرشح هو الآخر لخلافة أبي مازن. الرجوب عضو في حركة فتح، شغل في الماضي منصب رئيس الأمن الوقائي في الضفة الغربية. يتمتع بتقدير نسبي في الحركة، ويفضله أيضًا الأعضاء الشباب الأصغر سنًا، وسيما في الضفة الغربية، وهو من أبناء عائلة كبيرة من منطقة دورا في الخليل. يحظى بأغلبية داخل اللجنة المركزية للحركة، ولديه علاقات جيدة مع حسين الشيخ، محمد أشتيه وغيرهما. أغلب محافظي المقاطعات الفلسطينيين مقربون منه، ذلك أنهم كانوا ضباطًا لديه عندما خدم رئيسًا للأمن الوقائي في الضفة الغربية، الرجوب يحظى بشعبية أيضًا بصفته رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية.

من بين المرشحين أيضًا مروان البرغوثي، القائد الفلسطيني المحكوم عليه من قِبل القضاء الإسرائيلي بعقوبة الحبس المؤبد خمس مرات و40 عامًا أخرى بسبب أعمال “إرهابية” قتل فيها خمسة إسرائيليين وجرح الكثير، وهو معتقل في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من عقديْن، وبالنسبة لكثير من الفلسطينيين فإنه يمثل شخصية البطل. محمد دحلان الذي كان أحد قادة الأمن الوقائي في قطاع غزة ومن قادة حركة فتح، قبل أن يُنفى إلى الإمارات، كان قد أعلن عن دعمه للبرغوثي، وقال إنه يجب دعمه من أجل التنافس في انتخابات ديمقراطية، والتي سيفوز فيها بشكل حاسم، كما يقول.

حسب استطلاع شارك فيه أشخاص من الضفة الغربية وقطاع غزة، 68% من الفلسطينيين يريدون إجراء انتخابات عامة قريبًا للمؤسسات الفلسطينية، من بينها البرلمان والرئاسة. الاستطلاع الذي جرى في أوساط المشاركين من الضفة والقطاع من قبل معهد “كونراد أديناور” في رام الله، أشار إلى أن البرغوثي هو المرشح المفضل لخلافة أبي مازن، يليه قائد حماس إسماعيل هنية. نسبة الرضى عن أداء أبي مازن بلغت 19% من بين المستطلعة آراؤهم، 77% قالوا إنهم معنيون باستقالة أبي مازن.

عيناف حلبي – يديعوت
ترجمة عبد الكريم أبو ربيع – أطلس للدراسات

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد