المونديال.. معركة الرعاية الرياضية

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

شارف مونديال قطر ذو النسخة الثانية والعشرين من البطولة على الانتهاء، بعد أن قدمت قطر نموذجًا جديدًا ومميزًا عن باقي النسخ الأخرى، لا سيما وأنه يقام للمرة الأولى في دولة عربية.

وبالحديث عن هذه البطولة، لا بد من استعراض بعض من جوانبها، وتحديدًا الجانب الدعائي والرعائي الذي يتمثل بالشركات التي تعمل على رعاية المنتخبات لأهداف وغايات متعددة تخطت في قسم منها الغايات المالية والربحية، والذي يعكس بالتالي منافسة شرسة من الطراز الأول بين هذه الشركات.

الرعاية حصرية للشركات الثلاث العملاقة
تقع 80% من المنتخبات المشاركة بمونديال قطر 2022 تحت رعاية 3 شركات فقط، وهي أديداس ونايكي وبوما، وتستحوذ شركة “نايكي” على رعاية 13 فريقًا، أديداس 7 فرق وبوما 6 فرق، بينما تتوزع الفرق المتبقية والبالغ عددها 6 فرق على 6 شركات أخرى.

وبلغة الأرقام، تفيد الإحصاءات أن حجم سوق صفقات رعاية ملابس الفِرَق العالمية بلغ نحو 30 مليار دولار في نهاية عام 2021، ويُتوقع أن يتصاعد ليصل إلى 40 مليار دولار بحلول عام 2027، وهو ما يجعلها سوقًا ضخمة تتقاتل عليها الشركات الرياضية العالمية الكبرى لمحاولة تضخيم حصتها من الكعكة. وبالتأكيد يأتي في مقدمة هذه الشركات العملاقة الثلاثة الأشهر الآنفة الذكر “أديداس” و”بوما” و”نايكي”.

لعدة عقود، كانت شركة “أديداس” هي المُهيمنة على رعاية المنتخبات في مسابقات كأس العالم، ففي مسابقة كأس العالم سنة 1974 التي عُقدت في ألمانيا، هيمنت “أديداس” على نصف المنتخبات المشاركة في البطولة (9 منتخبات من أصل 16 منتخبًا) وبقدوم عام 1990، كانت شركة “أديداس” هي الشركة الراعية لثلثي المنتخبات المشاركة في المسابقة التي أُقيمت في إيطاليا.

ظل الأمر كذلك حتى بدأت “نايكي” في الظهور على استحياء في مسابقات كرة القدم في التسعينيات، حيث شهد العالم ظهورها في سوق رعاية المنتخبات لأول مرة في مونديال فرنسا 1998، برعاية 5 منتخبات مُشاركة، ولاحقًا زاد حضور علامة “نايكي” التجارية في مسابقات كأس العالم لتتجاوز “أديداس” بفوارق بسيطة، ثم تستمر في تصدُّر سوق الرعاية في مونديال قطر 2022 برعاية 13 منتخبًا مشاركًا في البطولة.

لماذا تعمل الشركات على رعاية المنتخبات؟
تتعدد الغايات الواقعة خلف رعاية هذه الشركات الكبرى لمنتخبات كرة القدم، ولكن ثمة أربع نقاط أساسية تحققها الشركات من هذه الرعاية تتلخص بما يلي:
1- زيادة المبيعات: باعت أديداس “راعي المنتخب الألماني” الفائز بكأس العالم 2014 حوالي 3 ملايين قميص، وهذا يمثل 1/3 إجمالي مبيعاتها التي بلغت 2.4 مليار دولار في ذلك العام.
2- الانتشار الإعلامي والدعاية: إعادة إذاعة المباريات تعمل على زيادة نسبة ظهور العلامات التجارية “المحفورة على ملابس اللاعبين”، فقد زادت شعبية أديداس 2014 بنسبة 36% في أميركا والبرازيل بعد رعايتها في كأس العالم.
3- القيمة السوقية: في بطولة 2018 ساهم فوز فرنسا بكأس العالم والتي كانت تحت رعاية نايكي بارتفاع قيمة أسهم الشركة بنسبة 2.03%.
4- اللعب على الحالة النفسية للعملاء: عن طريق ربط منتجاتهم بمشاهير كرة القدم وبالتالي زيادة رغبتهم في شراء هذه المنتجات.

ومع أن شركة “نايكي” تحقق أعظم انتصاراتها في السنوات الأخيرة في سوق رعاية ملابس المنتخبات الرياضية، وأنها بالفعل حسمت معركة حقوق الرعاية في كأس العالم لصالحها، متفوقة على خصومها الذين سيطروا على الأسواق لعقود طويلة قبلها، إلا أن المنافسة ستظل مشتعلة بين الثلاثي العالمي ليس فقط في ساحات كرة القدم، وإنما في جميع المجالات الرياضية الأخرى.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد