لم يغيّر الحراك اي شي في دائرة صور-الزهراني، لا بل كان انعكاسه سلبيًّا على واقع المعارضة في المنطقة التي زاد ضعفها بانقسامها أكثر، ما يعني أن ما بعده أسوأ مما قبله؛ فالمعارضة التقليدية في المنطقة (رياض الأسعد – بشرى خليل) ومعهما حاليًا (حسن خليل) متهمون من المعارضة الجديدة بتقربهم من حزب الله فقط لمجرد أنهم لا يرفعون شعار (ضد السلاح) الذي لا تتقبله البيئة في تلك المنطقة مهما كانت ملاحظاتهم على اداء الحزب في الداخل.
الانقسام الحاصل في هذه الدائرة لم يحدد موقفه منه حتى اللحظة الحزب الشيوعي المنقسم في خطابه أصلاً داخليًا وخارجيًا. اما مجموعة حراك صور (لقاء صور للتغيير) فمنقسمةأيضًا بين الواقعية في التعاطي مع القوى الاساسية في المنطقة والخطاب الثابت شعبيًا وبين الثورجية التي تعيش خارج الواقع وتثور على أهداف الحراك الحقيقية تمامًا كما خطاب (مواطنون ومواطنات في دولة) العلني التي لديها اربعة مرشحين في الدائرة. وخلافًا لبعض المواقف الملتبسة جاء خطاب مجموعة (نبض الجنوب) التي رشحت (علي خليفة) في الزهراني واضحًا في التصويب على سلاح المقاومة فيصطدم بذلك مع باقي قوى المعارضة قبل أن يصطدم مع خصومه.
واقع المعارضة المشتت والمنقسم يواجه تحالفًا ثابتًا ومتينًا في دائرة تعتبر مضمونة لحزب الله وحركة أمل، أمل التي واجهت صعوبات في البداية بإقناع جمهورها بالانتخاب نظرًا للضغوطات المعيشية وعدم الرضا على ادائها في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة، لكن عادت الماكينة الانتخابية وفعّلت عملها وحركتها على الارض واستنهضت ناسها تحضيرًا لانتخابات تحتاج فيها أمل لأصوات لإثبات وجودها وحضورها حتى مقابل حليفها حزب الله كي لا يكون فارق الأصوات كبيرًا كما حصل في انتخابات عام ٢٠١٨.
حزب الله الطرف الأقوى بين حلفائه، يعتبر الانتخابات بالنسبة له بمثابة استفتاء، ومعركته تقتصر على رفع نسبة الاقتراع في منطقة لا ترقى فيها المنافسة الى حدود المعركة، وعلى الرغم من ذلك يتحضر الحزب بقوة وتُظهر ذلك ضخامة الماكينة الانتخابية التي يبلغ عدد مندوبيها ما لا يقل عن ٤٠٠٠ مندوب بالاضافة الى ١٧٠٠ مندوب (الماكينة الشبابية) يكون عملها لوجستيًا تحضيرًا للانتخابات المقبلة. وعن تفاعل الناس مع الانتخابات يحظى الحزب برضا من قِبل شعبه على ادائه في الازمة الاقتصادية والمعيشية التي يمر بها البلد بالاضافة الى الخطاب المقابل الذي يصوّب على سلاح المقاومة، مما يوفر على الحزب القيام بحملة انتخابية يقوم بها خصومه بخطاب يشجع ناخبيه على الإقبال على الانتخابات بشكل كبير.
لعلها الدائرة الأكثر اطمئنانًا لتحالف حزب الله-حركة أمل، وحتى إن وُجِد فيها معارضون يبقى الثابت الوحيد للجميع “سلاح المقاومة”، والذي نزعه هو الهدف الخارجي من الانتخابات والذي يستحيل تحقيقه.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.