صاروخ دقيق جدًا أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بذكرى القادة الشهداء وأصاب عمق الكيان المأزوم أساسًا ليتأزم أكثر، خاصة بعد أن كان نقْل صواريخ دقيقة الى لبنان يُقلق العدو، فماذا به يفعل الآن بعد إظهار فشله الاستخباراتي وعدم قدرته على إلحاق الأذى بتطور المقاومة وقدرتها على تحويل صواريخها إلى دقيقة داخل لبنان، ما يعني أن الاسرائيلي بمكان والمقاومة بمكان آخر.
الكيان الذي نقل السيد نصر الله واقعه بلسان مسؤوليه أنه بحالة انحدار، أكد المؤكد أنه كيان مؤقت وعلى طريق الزوال والمسألة مسألة وقت حيث لا ينفعه صفقات ولا تطبيع.
استكمل السيد نصرالله إيضاح صورة العدو أكثر، متحدثًا عن تراجع فعالية المسيّرات بتراجع حركتها في سماء لبنان بعد تفعيل سلاح الدفاع الجوي للمقاومة، وحتى تعويضها بتجنيد المزيد من العملاء لن ينفع الاسرائيلي حيث إنه مقابل فشله الاستخباراتي قابله نجاح استخباراتي كبير لدى المقاومة ظهر عندما قال: قد نكون أمام عملية انصارية ٢ بحال قام العدو بأي تحرّك ميداني، ما يعني أن المقاومة تعلم ما يُخطط له العدو وأن هناك تطورًا في رصد وتتبّع أجهزته وأن هناك نية لديه للقيام بعملية شبيهة بالتي حصلت في انصارية عام ١٩٩٧ وهي له بالمرصاد.
اهتمام العدو ظهر من خلال تغطيته المُكثفة لكلام الأمين العام وتحديدًا عندما تحدّث عن الصواريخ الدقيقة والمسيّرات، وردة فعله أتت سريعة، معتبرًا أن ما كشفه السيد نصرالله كسَر التوازن وغيّر المعادلة وقواعد اللعبة.
لعله خطاب مفصلي، تأسيسي، يُشكل منعطفًا في أبعاده الردعية والاستخباراتية والنفسية وسيكون له تأثير كبير في مراكز قرار الكيان خاصة عندما أكد السيد نصر الله أن معركة العدو بين الحروب أدّت الى نتائج ممتازة، ربحتها المقاومة وخسرها العدو.
وعن معركة الأميركي والاسرائيلي في الداخل اللبناني لخّص السيد نصر الله الوضع بعبارتين: في وقت كان يلعب الآخرون ببعض الشعارات التحريضية والفتنوية المموَّلة من السفارات كانت المقاومة تنفّذ أوسع برنامج تدريب لها، فحصدوا المزيد من الفشل وحصدت المقاومة المزيد من الانجازات بتعاظم قدراتها واستمرارية مسارها وأنها كما حفظت الوصية حفظت الهوية الوطنية.
بفائض من القوة ووجه مرتاح وبدعابة محببة أطل الأمين العام لحزب الله متحدثًا عن تعاظم قدرات مقاومته التي تخطّت المستوى الاقليمي وفاقت عقل الاميركي والاسرائيلي على استيعابه وتقدّمت بشكل لا يتوقعه، بعد فترة زمنية ومسار من التحريض والاتهامات ومحاولات تشويه صورة المقاومة والتشكيك والجهود ودفع الأموال من السفارات وقبل الانتخابات التي يعوّل الاميركي وأدواته عليها أملًا بأن تُثمر نتيجة جهودهم كما يتمنون، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
فاجأ السيد نصر الله الجميع، أفرح قلوب المحبين وأرعب قلوب الأعداء بعد إعلانه عن الاكتفاء الذاتي الذي حققته المقاومة بالصورايخ الدقيقة والمسيّرات التي تردع العدو وتخيفه وتحمي البلد بالوقت نفسه.
صواريخ دقيقة، طائرات مسيّرة، دفاعات جوية، أوسع برنامج تدريب، وما لا يعلم به إلا الله وحزبه؛ كلام بحجم ومستوى المناسبة، بحجم قادتها، بحجم مسيرتهم، بحجم عطاءاتهم، بحجم تضحياتهم، فهذا بعض بأسنا بانتظار أن يرى العدو كل بأسنا.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.