غارات الإعلام المعادي على حزب الله: استراتيجية جديدة للدجَل

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لم تكتفِ جهات دولية وإقليمية، معروفة بالوثائق والدلائل، بامتلاك ثلاث قنوات تلفزيونية وعدد من الجرائد، وعشرات المواقع والمنصّات الإخبارية، ومئات الجيوش الإلكترونية، بالهجمة الواضحة على حزب الله إن كانت بالمباشر أو غير المباشر، بل ابتكرت طرقًا جديدة، فعمدت في الفترة الأخيرة، عبر بعض واجهاتها على مواقع التواصل، كماريا معلوف وغيرها، وعبر الجيوش الإلكترونية، إلى نشر ثلاث رسائل وصفت بأنها “سرّية للغاية”، وزُعم أنها صادرة عن مسؤولين من حزب الله، وهي الآتية:

رسالة مفبركة يُزعم أنها من رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفيّ الدين يحتمل فيها عودة اللبنانيين المغتربين من الدول العربية، ويقترح فيها على السيد حسن نصر الله إجراءات تخفّف هذه الأزمة بناءً على مُعطيات من “مجمّع تشخيص مصلحة النظام بالعاصمة طهران”.

ونشير الى أن رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط قد صدّق هذا الكلام بل تداوله وناقشه خلال مقابلته على إحدى القنوات ليستدلّ بها على أن حزب الله يعزل لبنان وهو سبب الأزمة مع الخليج.

رسالة مفبركة يُزعم أنها من السيد صفيّ الدين الى مدير الخدمات الاجتماعية في الحزب يدعوه فيها الى إدارة برنامج “هدية السيدة زينب ابنة قاسم سليماني” التي يقولون إنها تبرعت بمليوني دولار لـ”الشابات المنتسبات للحزب المقبلات على الزواج”.

أخيرًا، نُشرت رسالة مفبركة يُزعم أنها من النائب محمد رعد مرسلة الى الرئيس نجيب ميقاتي يدعوه فيها إلى الطلب من وزير التربية عصام الحلبي إيقاف التحقيق بشأن الشهادات المزوّرة للخرّيجين العراقيين من بعض الجامعات اللبنانية، أي يحاولون إيصال رسالة كاذبة مفادها أن الحزب يتدخل في القضاء و”يضبضب” الموضوع.

وقد علّق أمين عام حزب الله في خطابه الأخير على الأباطيل التي نُشرت وقال إن “هذه الوثائق مزورة ومن أقدم على التزوير غير محترف وليس لبنانيًا والمضمون سخيف جداً”.

وختم خطابه مشددًا على ضرورة الوعي والتبيّن من الأخبار التي تُنشر، قائلًا: “هذا زمن الظلم والافتراء والتزوير والتحريف علينا وما يأتيكم من أنباء وما يسمى وثائق وأخبار بالحد الأدنى دققوا بها ولا تبنوا عليها لأن‬ ثقتكم بنا غالية علينا”.

يكثر هذا الافتراء والتضليل والتأويل، خصوصًا ما يفعلونه بخطابات الأمين العام السيد حسن نصرالله.

مشكلة البعض أنه لا يسمع الخطاب -رغم أنه هو مَن يخسر- أو حتّى أن يقرأ مقالات، فهو لا “يتعنّى” لذلك بسبب حججٍ واهية وبسيطة، والأنكى من ذلك أنّه يستنبط مضمون الخطاب من منصّات مشبوهة وليس عبر المنصّات الرسمية التابعة لصاحب الخطاب -السيّد- فتقوم هذه المنصّات المشبوهة باستغلال انخداع البعض بها وبمصداقيتها المعدومة عبر قصّ المقطع الذي تريده مع بعض البهارات، وتوصّل الفكرة التي تُريدها، فيصدّقها المُتابع، ويبني عليها ويتأثر بها.

هم يعلمون أنهم يكذبون ليلًا نهارًا، ويصرّون على بثّ الأكاذيب ظنًا منهم أنّها على التراكم ستصبح يومًا ما حقيقة في تصوّر الشخص المُستهدف.

بطبيعة الحال، لن تتوقّف هذه الماكينات عن العمل، بل كل المؤشرات تقول إنها ستُكمل وستزيد من مهامها الخبيثة خصوصًا مع اقتراب الانتخابات النيابية، لأن الدول الداعمة والراعية لهذه المُستنقعات تبحث عن ورقة رابحة تتفاوض عليها وتردّ اعتبارها بعد الهزيمة التي لحقتها في أكثر من ساحة في الاقليم.

رغم كل ذلك، سيأتي حتمًا ذلك اليوم الذي ستقول لهم المقاومة وشعبها فيه “كلّ تدريبكم راح هباءً، أموالكم راحت هدرًا، محاولاتكم بائت بالفشل، خبتُم”.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد