أجرى موقع اتحاد الطلبة في إيران حوارًا صحافيًا مع رئيس تحرير موقع الناشر، حمزة الخنسا، حول الوضع الداخلي في لبنان، لا سيّما ملف قوافل الفيول الإيراني وموقف الأطراف في لبنان منها، هذا نصّه:
1– كما ورد في وسائل الإعلام، وصلت شحنات الوقود الإيراني إلى لبنان الواحدة تلو الأخرى. ماذا كانت ردّة فعل اللبنانيين على هذا الخبر؟
يرحّب اللبنانيون بمختلف طوائفهم بوصول سفن الوقود الإيرانية، ويقدّرون موافقة حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدّ يد العون للبنان وشعبه في مواجهة الحصار الأميركي الخليجي الجائر.
أثبتت إيران مرّة أخرى أنها وفية لأصدقائها، وأنها تعامل أصدقاءها وحلفاءها باحترام كبير يعكس خلفيتها الأيديولوجية والعقائدية. صحيح أن هناك بعض الأشخاص الذين تأثروا سلبًا بوصول سفن الوقود الإيرانية إلى لبنان، ولم يتركوا مجالًا للكذب وتلفيق المعلومات إلا وسلكوه لمحاولة التقليل من شأن الخطوة الهائلة التي اتخذتها قيادة حزب الله بالتعاون مع إيران ومساعدة سخية من سوريا الأسد. لكن كل هذه الصيحات تعني شيئًا واحدًا حسب فهمنا وهو صرخات الألم لخسارة رهان آخر على أميركا والسعودية.
2– بالنظر إلى أن إيران والعراق يرسلان الوقود إلى لبنان في نفس الوقت، وعلى الرغم من أزمة الوقود الخطيرة في البلاد، فقد انتقد رئيس الوزراء اللبناني الجديد نجيب ميقاتي إرسال الوقود من قبل إيران، واصفًا إياه بأنه “انتهاك السيادة اللبنانية”. لكنه شكر العراق على إرسال الوقود. ما سبب هذا التناقض؟
يقول رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وكافة المعارضين للنفط الإيراني في لبنان، إن الوقود العراقي يأتي باتفاق جرى من دولة إلى دولة، على عكس سفن الوقود الإيرانية التي جاءت بجهود ومساعي حزب الله. لكن في الواقع، ميقاتي، مثله مثل الفريق الأميركي السعودي في لبنان، أضعف من أن يدعم مثل هذه الخطوة الكبرى التي تعتبر تحديًا للإدارة الأميركية، وانتهاكًا للرغبة السعودية في استمرار معاناة لبنان اقتصاديًا ومعيشيًا وسياسيًا، حتى تحصل على التنازلات السياسية المطلوبة. ولهذا يرفض البعض أي مساعدة إيرانية، سواء من خلال حزب الله أو حتى من خلال الحكومة اللبنانية ومؤسساتها.
3- وفقاً للوضع الحرج في لبنان، لماذا يحرّض نجيب ميقاتي على الانقسام السياسي في البلاد بدلًا من التركيز على حل مشاكل الناس؟
جاء ميقاتي إلى الحكومة بعد أن عرقلت السعودية وصول سعد الحريري، وعملت على إضعافه تمهيدًا لطرده من الحياة السياسية في لبنان، بالنظر إلى الكراهية التي يكنّها له ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من جهه، ومن جهة أخرى لاتهامه إيّاه بالضعف أمام حزب الله.
نجيب ميقاتي لا يريد أن يظهر ضعيفًا أمام حزب الله لهذه الأسباب، لكنه يعرف بداخله أنه لا يستطيع تلبية رغبات ابن سلمان تجاه حزب الله، وهو يعلم أيضًا أنه إذا لم يوافق حزب الله على ترشيحه لرئاسة الوزراء، فإنه لن يصل إلى رئاسة الوزراء.
من ناحية أخرى، يحاول ميقاتي اللعب في منطقة شعبية وطائفية آمنة بالنسبة له، خاصة وأن البلاد على أعتاب انتخابات نيابية حاسمة في الأشهر القليلة المقبلة. لكن في الحقيقة، من مصلحة ميقاتي في هذا الظرف الحسّاس ألا يكون منحازًا لأي من الأطراف، إذا كان حقاً يحسب لمستقبله السياسي، خصوصًا أن فريق السعودية في لبنان في حالة خسارة وإرباك.
4- صرّح مسؤول في حزب الله أن الحزب يعتزم كسر حصار الغذاء والدواء المفروض على لبنان بالإضافة إلى الوقود. في رأيك، ما مدى ترحيب الشعب اللبناني بجهود حزب الله؟
هناك رهان شعبي كبير على حزب الله، كما في المقاومة والتحرير، كذلك في التنمية ومواجهة الحصار الأميركي. يراهن الشعب اللبناني في جزء كبير منه على مصداقية الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، ويعرف أنه يفي بوعوده نتيجة تجربة طويلة معه توّجت بالعديد من الانتصارات والإنجازات العسكرية والسياسية.
اليوم يعرف اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين، أن حزب الله يعتمد على حليف قوي ومخلص اسمه إيران، ومستعد لتوفير الغذاء والدواء والنفط والسلاح وكل ما يلزم للشعب اللبناني للانتصار في المعركة الراهنة ضد الحصار.
نرى اليوم جمعيات وشخصيات ونواديَ ومستشفيات، وكثيرًا من الجهات التي تواصلت مع حزب الله لطلب الوقود الإيراني، هم من كل لبنان، وينتمون إلى كل مناطقه وطوائفه، وهذا يشبه الاستفتاء الشعبي على خطة حزب الله لمواجهة الصعوبات المعيشية الناجمة عن الحصار الأميركي. أتت نتائج هذا الاستفتاء إيجابية للغاية حتى اللحظة.
حتى في المناطق التي توجد فيها أحزاب سياسية على خلاف مع حزب الله، نرى الناس ومؤسساتهم يتواصلون مع الحزب ويطلبون المساعدة من خلال المازوت الإيراني. وهذا يشكل تحديًا كبيرًا لهذه الأحزاب وللسفارة الأميركية من ورائها. وهذا يثبت أن حزب الله استطاع مرة أخرى أن يحوّل التهديد إلى فرصة.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.