من يراقب الساحة بعمق وما ورائية الأحداث ودقة قراءتها، سيدرك أن هناك متغيرًا واضحًا، وهو صعود نجم المقاومة الإسلامية والفصائل التي تنضوي تحتها بقيادة قطب رحى دورانها “إيران الإسلامية” في وقت بات واضحًا فيه التقهقر الأمريكي والانهزام المذلّ الذي تحقق على يد المقاومين في افغانستان الذين اذاقوا الأحتلال مرّ الهزائم.
ولعل أبسط محلل، له أن يقرأ حجم الفشل الذي مُنيَت به القوات الاميركية المربَكة حتى في طريقة انسحابها المفروض أنه آمِن ومتفق عليه. وما شاهدناه من مقاطع فيديو صادمة تعلن عن مستقبلٍ كارثي وخاسر يؤشر لإبعادها السريع عن التفرد في إدارة قطبية العالم. حلم قد أنهتهُ المقاومة، ويكاد يندثر بعد حرمان هذه الدولة المستكبرة من الوسن فضلًا عن حرمانها النوم الهانئ!
وذات قوة المحور ذاك الذي يقف على هرم ادارته مثل السيد الولي الخامنئي وكذلك مثل جنديّه فيض الله ابو هادي محور البصيرة ومحدِّث خرائطها العسكرية والسياسـية، هي الأخرى ساهمت في القضاء على الهيمنة في كل شبر تحاول أميركا وضع موطِئ قدمٍ لها. وافغانستان ليست خارج معادلة وعناية محور المقاومة، فهي بكل إدارة ذلك المحور الذي يقف خلف ما جرى لأميركا في افغانستان.
ومهما كانت حسابات أميركا في انسحابها يبقى ما تحقَّقَ مؤخرًا نصرًا للشعب الأفغاني وهزيمة كارثية للمؤسسة العسكرية والأمنية الأميركية، وما فعلت من محاولات عن طريق وكلائها والعملاء لانعاش رئتها في افغانستان سوف لن يحقق أكثر مما حققته في لبنان وهي تحاول تضخيم ساسة يقومون نيابة عنها حفاظًا على ماء وجهها حتى انقلب السحر على الساحر. وقد تحدث انشقاقات او تحزبات تقف خلفها دول المال السحت الحرام الخليجي. وبالتالي ومنذ انسحاب اول جندي أمريكي اتجهت بوصلة افغانستان نحو محور المقاومة. والرياح الإيرانية كفيلة بتحريك سفن العقلاء الى مرفأ المقاومة بعد أن اعانتها على شم هواء افغانستان دون رائحة الاحتلال الفاسدة.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.