ترجمة موقع الناشر |
توقف موقع “المونيتور” عند دلالات تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، مشيرًا إلى أن الأخير توجه في خطاب تنصيبه إلى “أكثر من طرف، وبعث برسائل متعددة الاتجاهات” بشأن سياسته الخارجية المرتقبة.
وتابع “المونتيور” أن رئيسي قدم جملة “دلائل ومؤشرات حول الكيفية التي سيتعامل من خلالها مع إدارة ملفات السياسة الخارجية” لبلاده. واعتبر الموقع أن تأكيد الرئيس الجديد لإيران على “مد يد الصداقة والأخوة لكافة دول المنطقة، لا سيما المجاورة منها”، وتشديده على ضرورة “حل أزمات المنطقة عبر حوار إقليمي حقيقي على مستوى دول المنطقة، وعلى قاعدة ضمان واحترام حقوق تلك الدول، يشكل رسالة موجهة “إلى أولئك الذين يمنون النفس بمسحة من البراغماتية”.
من جهة أخرى، رأى “المونيتور” أن إشادة رئيسي بالنموذج الإيراني القائم على الديمقراطية الدينية، علاوة على تأكيده التزام بلاده مقاومة صلف قوى الاستكبار والهيمنة، لا سيما في سوريا، واليمن، وفلسطين”، إنما هي رسالة موجهة “إلى أولئك الذين يتطلعون إلى (نهج) ثوري متشدد”، لافتًا إلى أن تلك التعهدات جاءت على أسماع وفود من حركتي “حماس”، و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتين، و”حزب الله” اللبناني.
وعن مصير الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى، أضاف “المونيتور” أن رئيسي “أعطى بارقة أمل إلى كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي، بأنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق”، وذلك من خلال تمسكه بفتوى الإمام الخامنئي بشأن حرمة الأسلحة النووية، من جهة، وتعهده بدعم أي خطة ديبلوماسية التي تفضي إلى رفع العقوبات عن إيران من جهة ثانية.
وبحسب الموقع، فإن “ثمة أربعة أسباب تكمن خلف احتمال قيام رئيسي بإتمام المفاوضات بشأن الاتفاق النووي”؛ السبب الأول هو أن “الاقتصاد الإيراني يحتاج إلى التحرر من العقوبات الأميركية في قطاعي المال والنفط”، خصوصًا في ظل جائحة كورونا. ثانيها، يرتبط بـ “الشعبية التي حظي بها الاتفاق” في أوساط الشعب الإيراني. هذا، وربط “المونيتور” السبب الثالث في أن “فوز رئيسي جاء مشوبًا بلامبالاة قطاع من الناخبين” الإيرانيين، حيث سجلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية أدنى نسبة مشاركة على الإطلاق في تاريخ الجمهورية الإسلامية. أما السبب الرابع، وفق “المونيتور”، فيكمن في أن رئيسي نفسه “لم يكن معارضًا لخطة العمل الشاملة والمشتركة” في إشارة إلى اتفاق فيينا.
وذكر الموقع أن “إتمام الاتفاق ليس مرتبطًا ببساطة بمجرد الحضور (من جانب الوفود المشاركة) في جولة سابعة من محادثات فيينا”، مضيفًا أن “الاختلافات لا تزال قائمة” على ضوء ما تنادي به كل من واشنطن وطهران، ذلك أن الأخيرة “لا مصلحة لها في توسيع المحادثات نحو قضايا أبعد من الملف النووي، كمعالجة القضايا الإقليمية، وبرامج إيران الصاروخية، كما سبق واقترحت إدارة بايدن”.
كما استعرض “المونيتور” المشهد في إسرائيل في ما يخص النظرة إلى إيران في عهد رئيسي، في أعقاب الهجوم البحري الأخير الذي طال سفينة تابعة لشركة إسرائيلية في بحر عمان، متوقفًا عند الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت إلى مقاربة سلفه بنيامين نتنياهو في مواجهة الطموحات الإقليمية لطهران، معتبرًا أن “كلام (نتنياهو) أكثر من فعله” على هذا الصعيد. ولفت الموقع إلى مباهاة رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة من خلال قوله “إننا نعرف كيف نوجه الرسائل إلى إيران بطريقتنا الخاصة”.
وتوقف “المونيتور” عند ما جاء في بعض الصحف الإسرائيلية للقول إن “التوقعات برد إسرائيلي (على الهجوم المذكور) عالية”، مضيفًا أن “بينيت يدرك أن أعين العالم، لا سيما قادة المنطقة والولايات المتحدة، تلاحقه وتترقب سياسته في الوقت الراهن. فهو يعلم أنه يواجه اختبارًا ليس أمام الجمهور الإسرائيلي وحسب، بل أمام أعداء إسرائيل، وفي مقدمتهم إيران، حركة حماس، وحزب الله الذين يعكفون الآن على اختبار حدود (سياسة) الحكومة الجديدة التي يرأسها”.
وأردف الموقع أن “بينيت يجري اختباره أيضًا على الحدود الشمالية” للكيان الإسرائيلي بعد رد “حزب الله” على القصف الإسرائيلي على مناطق لبنانية، مستشهدًا بحديث الصحافة الإسرائيلية عن محاولة الدوائر الأمنية والعسكرية في تل أبيب “صياغة سياسة متماسكة على جبهتها الشمالية للتعامل ليس فقط مع حزب الله، والفصائل المسلحة الأخرى المدعومة إيرانيا العاملة على الأرض السورية، بل للتعامل مع طموحات إيران لامتلاك أسلحة نووية، وترسيخ الوجود الإيراني في سوريا، علاوة على المشروع الذي تموله إيران من أجل تحديث ترسانة صواريخ حزب الله لتشمل مئات الصواريخ الدقيقة، ذلك أن مثل هذه الترسانة من شأنها كسر التوازن”. وفي هذا الإطار، نقل “المونيتور” عن الخبيرة في العلاقات الدولية في “معهد القدس للاستراتيجيا والأمن” ميكي آهارونسون، قولها إن “بينيت يسمع أيضًا أصواتًا تدعوه إلى توجيه ضربات إلى ترسانة حزب الله من الصواريخ الدقيقة، في ضوء الهجمات الأخيرة”، وأنه “يتعين على بينيت، في حال قرر القيام بذلك، أن يأخذ التوقيت والتناسب في عين الاعتبار”، محذرة من أن “أي رد عسكري لن يعدو كونه حلا مؤقتًا، عوضًا عن أنه لن يحل المشكلة مع حزب الله”.
وأردفت آهارونسون: “رد إسرائيل، إن لم يتم التفكير فيه بعناية، قد يصب أيضًا في صالح العلاقات العامة (السياسية) لإيران، كما أن الدافع لشن المزيد من الهجمات (ضد إسرائيل) سيظل قائمًا”.
ولفت “المونيتور” إلى أن “إسرائيل قد تعمد إلى “الرد بعنف دون التسبب بتصعيد الأمور قبل أسابيع فقط من زيارة بينيت المقررة إلى واشنطن”.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.