بعد خطاب القسم الذي أكد فيه السيد الرئيس بشار الأسد ثبات سورية على مواقفها ومبادئها الداعمة للقضية الفلسطينية قُضي بذلك على الرمق الأخير من الأمل الإسرائيلي الأمريكي بتغيير الموقف السياسي تجاه مشاريعهم في الهيمنة على المنطقة سواء عبر محاولة الإطاحة بالنظام السوري بالقوة أو الضغط عليه سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لتخليه عن مبادئه، فلم يجد الإسرائيلي سبيلًا لإنقاذ وجوده سوى إثارة البلبلة سواء في الجنوب السوري أو في لبنان أو من خلال تهديد إيران بضربة عسكرية.
لقد أراد العدو الإسرائيلي أن يجعل من درعا خاصرةَ سورية الرخوة سواء من أجل مشروع حزام آمن أو من أجل القيام بعملية استنزاف للقوة العسكرية في سورية وعدم السماح للدولة السورية باستجماع قوتها واستنهاض قدرتها بعد الحرب.
بناء على هذا التحليل أرى أن التعاطي مع الوضع في درعا يكون من خلال مسارين متوازيين: الحسم العسكري واجتثاث جذور المسلحين وإخراجهم من المنطقة واحتواء المدنيين وتأمين الاستقرار الأمني والمعيشي لهم، وتمتين الجبهة الثقافية في تلك المنطقة لصالح ترسيخ الوعي والإيمان بضرورة الحفاظ على السيادة السورية والهوية الوطنية ومعرفة العدو وكشف مخططاته ومشاريعه وأهدافه وذلك لعزل الفكر الإرهابي عن بيئته الحاضنة بحيث تكون هذه التجربة نموذجًا يطبق على كل المناطق التي سيطرت عليها الدولة السورية عبر المصالحات وتسليم السلاح والتسويات السياسية.
على الشعب السوري أن يدرك أنه لا مفر من المواجهة المباشرة مع العدو الذي يختبئ خلف أدواته، وأن المقاومة الميدانية هي الحل الوحيد بعد القضاء على الفساد لإنهاء أزمته الاقتصادية الخانقة. وعليه أيضًا أن يعي أن موقف الدولة السورية الداعم لفلسطين ليس فقط من أجل أحقية القضية الفلسطينية بل ومن أجل حماية سورية من تمدد الاحتلال الإسرائيلي ليطال أراضيها وخيراتها وثرواتها إلى مدى لا يُعلم له حد أو أفق.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.