تقييد الصين صادرات المعادن النادرة قد يؤجل ضرب إيران ويضعف أوكرانيا

16

مصطفى السعيد – خاص الناشر |

قرار الصين بتقييد صادراتها من المعادن النادرة يستهدف بالأساس مجمعات الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، هذا ما أعلنته الصين، التي قالت إن الحظر سيشمل أي شركة مدنية متعاونة مع مجمعات الصناعات العسكرية المعادية، وتمدها بمنتجات تدخل فيها المعادن النادرة الصينية، الضرورية في صناعة الطائرات الحربية والمسيرة والصواريخ والذخائر الذكية وأجهزة التشويش الإلكتروني وغيرها. وتوقع مراقبون أن يتسبب قرار الصين في تأجيل عدوان يستهدف إيران، ويؤثر على صادرات الولايات المتحدة للأسلحة، خاصة أوكرانيا، بوصفها تستهلك كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية، سواء مباشرة أو عبر دول أخرى، بما يؤثر على مجريات الحرب بين روسيا ودول حلف الناتو في أوكرانيا لصالح الحليف الروسي.

ربما يكون القرار الصيني مؤثرًا في دفع الولايات المتحدة إلى حل الأزمات الدولية عبر الحوار، بعد الضغط على إنتاجها العسكري، لكنهم يرون أن القرار الصيني سيكون له تأثير ملموس على سباق التسلح، الذي ارتفعت وتيرته مؤخرًا، مع رفع الموازنات العسكرية في أوروبا وشرق آسيا وشرق المتوسط، وسيزيد الإقبال على شراء الأسلحة الصينية التي تلقى إقبالًا متزايدًا من دول الجنوب، لما تتمتع به من كفاءة وتسليم سريع وأسعار أرخص كثيرًا وعدم فرض شروط سياسية، مما سيكون له تأثير واضح على مجريات الصراعات الدولية، ويخفف الضغوط العسكرية من جانب دول حلف الناتو على دول الجنوب.

من المؤكد أن الولايات المتحدة ستسعى إلى إيجاد بديل للمعادن النادرة الصينية، لكن هذا ليس سهلًا، ويحتاج الكثير من الوقت والتمويل في الأبحاث والتقنيات، فالأمر لا يتعلق بندرة تلك المعادن، إنما في طرق استخلاصها من الشوائب بنسب لا تؤثر على كفاءتها، وتنفرد الصين بامتلاك تلك المعرفة والتقنيات.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

التعليقات مغلقة.