2024: عام المقاومة والصمود في وجه العواصف

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عباس زنجي | خاص الناشر

مع انتهاء عام 2024، يقف لبنان أمام عام طُبِع بالأحداث المفصلية التي تماوجت بين الألم والرجاء، الصعوبات والإنجازات. في هذا العام، عاش اللبنانيون لحظات صعبة عصفت بكيانهم الوطني والاجتماعي، لكنّها أيضًا كشفت عن قوة صمودهم ووحدتهم. كان عامًا حمل بصمات الحرب وفقدان قادة عظام، لكنّه أيضًا أضاء بأمل متجدد وإرادة لا تلين في مواجهة التحديات.

الحرب وأثرها على اللبنانيين
شهد لبنان خلال العام تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بعد أن حاول العدوّ الإسرائيلي زعزعة الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية. تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية لتطال البنية التحتية والمناطق المدنية، ما خلف دمارًا واسعًا وأزمات إنسانية. ورغم الحصار والدمار، كان الشعب اللبناني، بقيادته وجمهوره، أقوى من العواصف. لقد أثبتت المقاومة أنها قادرة على مواجهة هذه التحديات، ورغم التضحيات الكبيرة التي قدمتها، استمر اللبنانيون في الوقوف معًا لمواجهة العدوان الإسرائيلي.

فقدان القادة والشهداء
كان فقدان سماحة السيد حسن نصر الله وعدد من قادة المقاومة لحظة فارقة في تاريخ لبنان. غيابه شكّل صدمة كبيرة، لكن هذا الحزن الكبير لم يُثنِ عزيمة المقاومة وجمهورها. وعلى الرغم من غيابهم، أثبتت المقاومة أنها قوية بما يكفي لتظل صامدة. إرث هؤلاء القادة وتضحياتهم تظل نبراسًا للمقاومة، ويستمر الجمهور في التمسك بتلك المبادئ.

الأزمة الاقتصادية والتحدي اليومي
استمرت الأزمة الاقتصادية في خنق حياة اللبنانيين، حيث واجهوا تضخم الأسعار وارتفاع نسبة البطالة. ولكن، وسط هذه الأزمات، برزت روح التضامن بين اللبنانيين، وتجسدت في المبادرات الشعبية لدعم العائلات المتضررة، وإعادة إحياء الأسواق المحلية تدريجيًا. ورغم الصعوبات، استطاع الشعب اللبناني أن يثبت أنه لا يزال قادرًا على النهوض والتغلب على الأزمات.

إعادة الإعمار وأمل المستقبل
رغم كلّ الدمار الذي أصاب لبنان، فإن إرادة إعادة البناء كانت واضحة في كلّ مكان. وقد بُذلت جهود واسعة لإعادة إعمار المناطق المتضررة، سواء من خلال الدعم المحلي أو المساعدات الدولية.

وقد كان الجمهور المقاوم مثالًا يحتذى به في تحمل المسؤولية والعمل معًا لإعادة الحياة إلى القرى والمدن التي تعرضت للدمار. وبرهن جمهور المقاومة على أنه الركيزة الأساسية لهذا المشروع التحرري. ووقف الشعب اللبناني بكلّ فئاته خلف المقاومة، متحديًا الحصار والدمار ومتمسكًا بالأمل.

رغم الألم والفقدان، حملت المقاومة رسالة واضحة بأن المستقبل مليء بالفرص، وأن الإرادة الجماعية قادرة على تحقيق المعجزات.

فلسطين: نضال مستمر وجروح مفتوحة
في فلسطين، اشتدت هجمات الاحتلال الإسرائيلي على غزّة والضفّة الغربية، مع استمرار محاولات تهويد القدس ومصادرة الأراضي. لكن الفلسطينيين قدموا نموذجًا بطوليًا في المقاومة والصمود، حيث أظهروا أن إرادة التحرير أقوى من الاحتلال. المقاومة الفلسطينية استمرت في ضرباتها النوعية التي عرّت ضعف العدوّ وعجزه عن تحقيق أي إنجاز إستراتيجي.

عجز العدوّ الإسرائيلي: ضعف القوّة وسقوط الهيبة
شهد هذا العام انهيارًا واضحًا في صورة القوّة الإسرائيلية التي طالما روج لها الاحتلال. فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي من أهدافه الإستراتيجية، سواء في مواجهة المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية، بينما تكبد خسائر كبيرة على المستوى العسكري والمعنوي.

ورغم الحصار والتكنولوجيا المتطورة، لم يتمكّن العدوّ من إضعاف قدرات المقاومة، التي كانت دائمًا على استعداد لتوجيه الضربات المؤلمة.

كما شهدت “إسرائيل” أزمات داخلية سياسية واجتماعية، ما زاد من هشاشتها وأضعف قدرتها على فرض هيمنتها في المنطقة. ومع ذلك، ما زال العدوّ الإسرائيلي يسرح ويمرح في بعض المناطق الجنوبية للبنان خلال ما تبقى من الستين يومًا لاتفاق وقف إطلاق النار. هذا الوضع يكشف عن استمرار تواجد العدوّ في الأراضي اللبنانية ويؤكد الحاجة الماسة لتحرير هذه الأرض الطاهرة واستعادة كلّ شبر من أراضي الوطن.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد