الفطرة السليمة تنبت رغم استئصالها بمبضع الانحراف

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

د. فدوى ساتر | خاص الناشر

الأنظمة العربية أعجز من أن تقف بوجه الكيان اللقيط إن لم نقل إنها باقية ببقائه، وما تلك الشعارات التي كانت تطلقها على مسامع شعوبها في الزمن الغابر من رفضها الاحتلال الصهيوني سوى إرهاصات تخدم المرحلة حيث كانت تلك الشعوب لا تزال تتغنى بالعروبة وأمجادها لا سيما مرحلة الناصرية وانتصارها على الكيان المحتل في حرب أكتوبر عام ٧٣.

كانت مواجهة هؤلاء الحكام لشعوبهم من الخطورة بمكان قد تُفضي إلى إزالتهم عن عروشهم. وهذا الأمر لم يعجب الدول المستكبرة التي سعت للقضاء على ما تزخر به نفوس الشباب العربي من قيم وأخلاق والتزام بمبدأ الحرب مع الصهاينة، بمفهوم القومية العربية ووحدة المصير بين شعوب المنطقة دونما تفرقة بين بلد وآخر، فجاء أول أهداف العدوّ محاولة تفكيك المجتمعات الإسلامية والعربية بإدخال مفاهيم الحداثة والموضة والانفتاح على الثقافات الغربية، وجهد في الترويج لإبقاء الدين في المساجد وفصله عن الحياة، واحتلت العقول بالعولمة ودمرت الروحية المقاومة لدى الأجيال الصاعدة، وهنا بدأ الانحدار وسهُلت عملية التفكيك وإحداث الشرخ المعتقدي الذي أخذ يتمدد ويكبر بين الفئات الشبابية بحيث انشغل الفرد في تأمين مقومات الحياة التي أصبحت أهم لديه من تحرير الأرض والمقدسات، بل وصل الأمر بالبعض من المتشدقين بإحلال السلام إلى اعتبار الكيان الغاصب جارة أو دولة شرعية قائمة، ولا بد من التعايش مع وجودها على هذا الأساس متناسيًا نكبة شعب بأكمله.


اغتُصبت أرضه وذُبح كالنعاج وتشرد طيلة ٧٥ عامًا في بقاع الأرض، أما القلة التي بقيت منهم فواجهوا الموت اليومي إما في المعتقلات وإما بصدورهم العارية وأيديهم التي لم تجد سوى الحصى لمقارعة هذا المحتل المجرم، في وقت كانت فيه الحكومات العربية تنفق مليارات الدولارات على التسلح وتطوير ترسانتها العسكرية بزعم التصدي لمخاطر التوسع الصهيوني.

وما لم يأت في حسبانهم أن ترتوي بذرة الخير في نفوس المجتمع العربي بكلّ أطيافه من معين الصحوة الإسلامية بقيادة روح الله الموسوي الخميني (قدس) التي جددت مفهوم التحرر ومواجهة الظالم بلغة عصرية، ألهبت روح الشباب وأيقظت فيهم تلك الفطرة السليمة التي سعى المشروع الغربي الاستكباري لطمسها ردحًا من الزمن، لتعود فيهم حرارة الاعتقاد بالنصر مهما كلف من تضحيات في ثورة مزلزلة عروش الطواغيت لاستعادة الحقوق المسلوبة، كانت باكورتها “اليوم إيران وغدا فلسطين” وكان رأس شاه إيران محمد رضا بهلوي أول الغيث لتذهب كلّ مساعي الاستكبار وخلفه أذنابه الأعراب وما أنفقوه أدراج الرياح.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد