“لسنا على علمٍ بما جرى ولسنا مسؤولينَ عنه”

أذكرُ أنها كانت حوالي الساعة السابعة صباحًا. كنّا نيامًا في عزّ عدوانِ تمّوز ٢٠٠٦. بيتُنا المُطِلُّ على جِسر كازينو لبنان لم يستيقظْ أهله بعد. كانوا جميعًا مسمّرين قبل ساعاتٍ على شاشةِ المقاومةِ يتابعونَ ليلًا داميًا من العدوانِ الجوّيِّ

أربَعٌ في أربَعينِها

في احتفاليةِ أربعينَ سنةً من عمرِ المقاومةِ في لبنان مناسبةٌ للتنقيبِ في بئرِ ذاكِرَتي عن بعض مسلَّماتٍ مستقرّةٍ في قَعرِها أسهمَتْ وأسهَبَتْ في تشييدِ بنائي الفِكري وفِي تصفيَتِهِ مِن أوكسيدِ رخاوَتِهِ ومُيوعَتِهِ وفِي اقتيادهِ طائعًا

حتّى لا يُصَفِّرَ التّطبيعُ الصّراع

كتبتُ في مناسَبَات عديدَة أنَّ التّطبيعَ مَع العَدّو "الإسرائيلي" هوَ تَصفيرٌ للصّراعِ العَرَبي – "الإسرائيلي" مِن حيثُ الأسباب والنتائِج. الخطّة تَقتَضي أن نصدّق أن لا "إسرائِيلَ" سَبَتَ واحتلَّت فلسطين ولا هيَ قَتَلَت أبناءَها ونحرَت

تأملات قومية في حرب تشرين

يصادِف هذا الشّهر مرور 47 عاماً على حرب أوكتوبر 1973 عندَما اتّحَد العَرب ضدّ إسرائيل وباغَتوها من الجولان وسيناء. ثغرات مخابراتيّة مهمّة مِن الجانِب الإسرائيلي دفعتها إلى ارتكاب خَطأ فادِح في التّقدير حينَما اعتبرَت يَومها أن ما يحدث

غرقوا في فوهة صهريج

لم تعد حاملات الطائرات لغة القوة العظمى في بلادنا. انتقلت من الصاروخ إلى التجنيد السياسي. إلباس زيِّها إلى ما يشبه التراجمة الأفغان أقل كلفة من صيانة الرؤوس البالستيَّة. "أطعِم عميلَك" أرخص من "أطلِق صاروخَك". غلب القوةَ العظمى جهازُ تلفون

داعش بربطات عنق

يعيش الاحتلال في فلسطين المحتلة أعمق أزماته على الإطلاق منذ 1948. لم يسبق أن انكشفت المنظومة الأمنية والسياسية التي عمل على تثبيتها كما تنكشف اليوم. بالطبع سيف القدس كان الشاطر المسنون الذي عجّل في بداية انهيار منظومته. في المقابل نشهد على

لا تقفزوا من الطائرة يا أحبّائي

بشيءٍ من الخَيبَة تابعتُ زيارَة وفد لبنان إلى سوريا مؤخراً بعد انقِطاعٍ أملتهُ على حكومَة لبنان أوامِر منزَلَة مِن إنجيل سياسي يَكاد يَكون سلطَة بابويَّة سياسيَّة تحكم المؤمنين بها في العالَم. الدّولَة المعصومَة التي باتت أشبَه

خلدة تُحبِطُ كونداليزا

أكبرُ عدوانٍ على لبنان يُشَنُّ في هذا الوقت. هذا الوقت أي وقت استهداف الجنائز في خلدة. ليس غريباً أن تُهَدَّد المقاومة من لبنان. لها تجربة تاريخية مرّة مع العدو خصوصاً من خلدة التي أوقفت زحفه نحو العاصمة لفترة قبل ان ينفذ من انقسامات

حتى نكون نحن المنعطف..

اكتمل النقل بالزعرور كما يقول المثل الشعبي قبل أن نصير دولة منتدبَة، إنما من دون تصريح صلف من سلطة الانتداب. وصاية السفارات هي العنوان الحالي لحالتنا السيادية. في الداخل بكاؤون وفي الخارج بناؤون. البكاء لا يُغني والبناء على قدم وساق من دون