قلق هندي واضح من الأنباء التي تفيد بخطط باكستان لاقتناء جيل جديد من الطائرات المسيرة التركية، وهي الطائرة المسيرة أكينجي، وهي طائرة أكبر حجماً وأكثر تطوراً من بيرقدار تي بي 2 الشهيرة.
وفي المقابل فإن نيودلهي تسعى للحصول على طائرة مسيرة إسرائيلية متقدمة من طراز هيرون 2 (Heron Mk2)، بل تخطط لتصنيعها محلياً، وهو أمر قد تفعله باكستان بدورها مع الطائرات المسيرة التركية، الأمر الذي يؤشر إلى أن منطقة جنوب آسيا سوف تشهد سباقاً محتدماً للطائرات المسيرة القتالية بين الدولتين النوويتين.
ورغم أن منطقة شبه القارة الهندية لم تشهد وجوداً مكثفاً للطائرات المسيرة، فإن الدولتين الأقوى في المنطقة تتابعان عن كثب كيف غيرت المسيرات شكل المعارك في سوريا وليبيا والقوقاز وأخيراً أوكرانيا، ويشعر جيشا البلدين الكبيران أنهما تأخرا في تبني هذه التقنية.
والهند تحديداً تشعر بالقلق نظراً للعلاقة الوثيقة بين تركيا وباكستان، اللذين يربطهما في المجال الدفاعي تحديداً تعاون قديم، ومتجدد في الوقت ذاته.
لماذا يبدو صعباً على الهند الحصول على مسيرات تركية؟
بينما عرضت تركيا طائراتها المسيرة على العديد من الدول الآسيوية ومنها اليابان، فإن هالوك بيرقدار، الرئيس التنفيذي لشركة Baykar Technology، سبق أن استبعد أن تبيع شركته طائراتها الشهيرة للهند، وأجاب رداً على سؤال حول ما إذا كانت الشركة تفكر في بيع طائرات مسيرة للهند خصم باكستان، بالسلب. وقال: “كمبدأ للشركة، نحن ضد بيع الأسلحة لكلا طرفي الصراع”.
وأضاف: “أولويتنا هي مشاركة قدراتنا مع الدول الشقيقة التي لديها علاقات استراتيجية معها، والأصدقاء، والحلفاء، وأعضاء الناتو. دول مثل أذربيجان وباكستان وأوكرانيا هي أولويتنا”.
تقارير عن صفقتين بين بيرقدار وباكستان
في يناير/كانون الأول الماضي، تحدثت بعض التقارير عن أن باكستان قد اشترت ست طائرات من طراز Bayraktar TB2، وفي مارس/آذار 2021 ووقعت اتفاقية مع صناعة الطيران التركية (TAI) لتطوير طائرة بدون طيار أكبر من نوع ANKA-S بشكل مشترك.
ثم عرضت باكستان في فيديو طائرات مسيرة من طراز بيرقدار تي بي 2، خلال تدريبات لقواتها الجوية في أواخر سبتمبر/أيلول 2022.
كما رجحت تقارير أن باكستان قد تعاقدت أيضاً على طائرة بيرقدار الأكثر تقدماً “أكينجي”.
وكشف هالوك بيرقدار في مارس/آذار الماضي أن شركته أبرمت عقود تصدير للطائرة أكينجي “Akinci” بدون تحديد الدول التي سيتم تصدير الطائرة إليها.
ووفقاً لمعلومات حصل عليها موقع SavunmaSanayiST التركي من مصادر دفاعية، فلقد طلبت باكستان بالفعل شراء كل من طائرات بيرقدار تي بي 2 وأكينجي، وإذا تم ذلك ستكون باكستان واحدة من أوائل المستخدمين للطائرة المسيرة أكينجي التي دخلت مؤخراً في الخدمة لدى الجيش التركي.
وازدادت موثوقية هذه الأنباء بعد نشر القوات الجوية الباكستانية لفيديو يظهر الطائرة أكينجي ضمن طائرات وأنظمة أسلحة مختلفة داخل أسطول القوات الجوية الباكستانية.
ومن غير المعروف ما تم في هذه الصفقات بالتحديد، ولكن المؤشرات أن صفقة بيرقدار تي بي 2 في طور أكثر تقدماً وقد يكون قد بدأت عملية توريدها، بينما أكينجي قد تكون في طور التفاوض أو تم الانتهاء من التفاوض حولها، ولكنها لم تصل بعد لباكستان.
ولكن تظل صفقة شراء باكستان لطائرات أكينجي الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للهند، لأنه يمكن اعتبارها جيل تالي أكبر وأحدث مقارنة ببيرقدار تي بي 2 التي أحدثت في الأصل ثورة في المجال العسكري.
وفي هذا الإطار، وصف موقع The Eurasian Times الهندي أكينجي بأنها ستكون صداعاً للهند، معتبراً أن باكستان بدأت تتباهي بهذه الطائرات فائقة الجودة.
الاختلافات بين أكينجي وبيرقدار تي بي 2
والطائرة المسيرة أكينجي هي طائرة غير مأهولة عالية التحمل (UAV) تم تطويرها كخليفة للطائرة التكتيكية بدون طيار TB2 Bayraktar، والتي تعد حالياً الدعامة الأساسية للجيش التركي، مع ملاحظة أن أكينجي تعد طائرة مختلفة في الوظائف والقدرات بشكل كبير عن بيرقدار تي بي 2
وأكينجي قادرة على مهام جو-أرض، ولكن يعتقد أيضاً أنها ستكون من أوائل الطائرات المسيرة القادرة على مهام الجو-الجو، أي إسقاط طائرات معادية، وهي تحلق على ارتفاعات أعلى من بيرقدار تي بي 2.
تشتمل المستشعرات الموجودة على متن الطائرة المسيرة أكينجي على تعيين كهربائي بصري /الأشعة تحت الحمراء/ليزر، ونظام ذكاء الإشارات (SIGINT).
كما ستزود برادار نشط متعدد الأوضاع ممسوح ضوئياً إلكترونياً (AESA)، وهو نظام رادار متطور للغاية بمقارنة برادارات بيسا الأكثر انتشاراً، ويمكن لفهم درجة تطوره أن هذا النوع من الرادارات لم تستطع دولة متقدمة كروسيا إنتاجه لطائراتها المقاتلة بعد.
وتستخدم الطائرة المسيرة أكيجني ميزات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لجمع ومعالجة البيانات الواردة من أجهزة الاستشعار والكاميرات الموجودة على متن الطائرة.
ويقترح الخبراء أن سعة الحمولة القتالية الأكبر لأكينجي، مقارنةً بالطائرة بيرقدار TB2، توفر المجال للمزيد من الأسلحة الفتاكة وتوظيف مفاهيم العمليات المرنة في ساحة المعركة.
يمكن تزويد الطائرة المسيرة أكينجي بحمولات أسلحة مختلفة، مثل الذخائر الذكية الموجهة بالليزر والصواريخ والأسلحة بعيدة المدى.
إليك تاريخ الطائرة المسيرة أكينجي القتالي
وأنتجت شركة بيرقدار ثلاثة نماذج أولية في البداية من أكينجي، تم إطلاق أول نموذج منها في ديسمبر/أيلول 2019، واكتمل اختبار الطيران لأول طائرة أكينجي ذات الإنتاج الضخم في مايو/أيار 2021، وبعد ذلك تم تسليمها إلى القوات المسلحة التركية في أغسطس/آب 2021.
وأكملت أول اختبار إطلاق نار لها في أبريل/نيسان 2021، حيث أطلقت ذخائر صغيرة ذكية موجهة بالليزر من صنع روكستان.
يمكن الطائرة المسيرة أكينجي إطلاق أسلحة أخرى أغلبها تركية الصنع، بما في ذلك صاروخ Cirit، والذخيرة الذكية الصغيرة Bozok، وأنظمة صواريخ مضادة للدبابات طويلة المدى.
يمكن تسليح أكينجي بصواريخ جو-جو Gokdogan و Bozdogan، وصواريخ المواجهة SOM-A بمساعدة الجناح، وهي صواريخ تركية الصنع تطلق من طائرات إف 16.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضاً استخدام أكينجي كطائرة موجهة لهجمات أسراب الطائرات المسيرة (طائرة أو سفينة).
على سبيل المثال، في عام 2019، نشر إسماعيل دمير، رئيس رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، محاكاة على حسابه على تويتر تصور طائرات كاميكازي (انتحارية) المحلية الصنع “Alpagu” التي أطلقتها طائرة أكينجي بدون طيار.
يمكن لأكينجي باستخدام مستشعراتها المتقدمة، بما في ذلك رادار AESA، مشاركة تحديثات الهدف في الوقت الفعلي مع طائرات كاميكازي (انتحارية) مسيرة لضمان دقة الضربات.
هل تمثل تهديداً جدياً للجيش الهندي؟
أول قتال خاضته الطائرة التركية المسيرة أكينجي كان في عملية كبرى في أبريل/نيسان ضد إرهابيي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
ويمكن أن تكون أكينجي في أيدي الجيش الباكستاني مصدر إزعاج للقوات المسلحة الهندية خلال أوقات السلم وكذلك في الحرب المحدودة، وفقاً لما نقله موقع The Eurasian Times عن فياجيندير ثاكور الطيار المخضرم في سلاح الجو الهندي.
يقول ثاكور إنه خلال أوقات السلم، ستوفر الطائرة التركية المسيرة أكينجي مراقبة واسعة في عمق الأراضي الهندية دون أن تعبر الحدود.
ففي حرب محدودة لا تنطوي على حركة القوات عبر الحدود، مثل عملية كارجيل بين البلدين عام 1998، ستمنح أكينجي باكستان ميزة مميزة توفر تتابع الاتصالات، والمراقبة الأرضية والجوية في جميع الأحوال الجوية باستخدام رادار AESA، حسب ثاكور.
ومع ذلك، في حرب شاملة، سيكون دور أكينجي محدوداً، وفقاً لما قاله ثاكور، لأنها ستتعرض لنيران الدفاع الجوي الهندي، خاصة أنه قد يستطيع أن يعمل بشكل ما داخل المجال الجوي الباكستاني.
ويضيف: “نظراً لأنها طائرة بدون طيار كبيرة بطيئة الحركة، فإنها ستكون عرضة لصواريخ الدفاع الجوي” (إحدى مميزات البيرقدار تي بي 2 أنها أصغر حجماً وتعمل بمحرك كهربائي؛ مما يجعلها أكثر صعوبة للكشف من قبل الرادارات ومستشعرات الحرارة).
ولكن تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا استخدمت بفاعلية طائرات بيرقدار تي بي 2 بفاعلية ضد القوات الروسية؛ حيث دمرت أعداداً كبيرة من المدرعات. ويعتقد أن لها دوراً في إغراق طراد الصواريخ الشهير الروسي “موسكوفا”، علماً بأن روسيا لديها على الأرجح أكبر شبكة دفاع جوي في العالم، والتي تتضمن نظام إس 400 الذي يعد الأفضل في العالم.
وتمكنت بيرقدار تي بي 2 التركية من تدمير ما قيمته 26 مليون دولار من الأصول العسكرية الروسية في 3 أيام، حسبما ورد في تقرير لموقع the Defense Post.
وكان لها دور في تدمير طابور الجيش الروسي الضخم الذي كان متوجهاً للعاصمة الأوكرانية كييف خلال ما عرف باسم هجوم الربيع.
وصحيح أن دور المسيرات التركية قد تراجع في الحرب الأوكرانية في الأشهر الأخيرة، وهو ما يعزوه البعض إلى إدخال روسيا مزيداً من أنظمة الدفاع الجوي المتطورة للقتال في أوكرانيا وأنظمة التشويش، مع تمكنها من تطوير تكتيكات لاستهداف الطائرات المسيرة.
ولكن الأرجح أن تراجع دور البيرقدار التركية في الحرب الأوكرانية، مرتبط بشكل أكبر بمحدودية الوحدات الموجودة لدى كييف منها، خاصة أنه يعتقد أن تركيا التي تعد الوسيط الوحيد في الصراع، لم تعُد تقدم المزيد من البيرقدار لأوكرانيا باستثناء تلك التي يتم بيعها بناء على حصيلة تبرعات شعبية جمعت من دول أوروبا الشرقية.
هل تستطيع الطائرات المسيرة التغلب على أنظمة الدفاع الجوي المتطورة؟
بعد أداء البيرقدار المتفوق في حروب سوريا وليبيا والقوقاز، أصبح السؤال الملح في المجال العسكري حالياً: هل يمكن استخدام هذه الطائرات بكفاءة في الصراعات الأكثر تعقيداً بين الدول الأقوى عسكرياً مثل الهند وباكستان.
وأظهرت المعارك المتعددة التي خاضتها طائرات TB-2 التركية أنه بمقدورها ولو جزئياً تدمير أي دفاعات جوية تماماً، حتى إنها هزمت أنظمة الدفاع الجوي الروسية Pantsir وS-300 في حرب القوقاز.
كما أنها أقل قابلية للانكشاف من قبل الرادارات؛ لأنها بطيئة ومصنوعة من مواد مركبة غير معدنية لا تعكس إشاعة الرادارات بشكل كبير، إضافة لأن محركاتها الكهربائية تبعث كميات حرارة قليلة.
لذلك فيحتمل أن الطائرات المسيرة مثل بيرقدار تي بي 2 وأكينجي قادرة على مفاجأة حتى الدول المتفوقة عسكرياً، كالهند، مثلما فعلت مع روسيا في المراحل الأولى للحرب الأوكرانية.
فحتى في الحروب بين الجيوش الكبيرة، يمكن استخدام مثل هذه الأنظمة لإلحاق أضرار كبيرة بالمدفعية والدبابات وأنظمة الدفاع الجوي.
ثبت حتى الآن أنه في المواجهة بين أنظمة دفاع جوي باهظة الثمن والطائرات المسيرة الهجومية منخفضة التكلفة فإن الطائرات المسيرة تربح، خاصة مع استخدام التكتيكات الصحيحة.
وأفادت تقارير بأن الطائرات المسيرة التركية التي استخدمتها أذربيجان دمرت أنظمة إس 300 الشهيرة، التي تمثل منظومة أساسية للدفاع الجوي في العديد من الدول مثل الهند وإيران وسوريا ومصر.
وحتى صواريخ إس 400 الأكثر تقدماً التي نشرت في سوريا، أثبتت عدم فاعليتها في مواجهة الاستخدام المشترك للحرب الإلكترونية والصواريخ المضادة للإشعاع والذخائر الموجهة بدقة.
كما أن دولة مثل السعودية، التي لديها أنظمة دفاع جوي كثيفة ومتطورة وأغلبها غربي الصنع، وجدت صعوبة بالغة في صد هجوم الطائرات المسيرة عام 2019 (الذي يعتقد أن إيران تقف وراءه)، ما أدى إلى أضرار كبيرة في منشآت شركة أرامكو النفطية.
حتى لو شكلت الأنظمة الدفاعية الجوية الصاروخية المتطورة تهديداً، للطائرات المسيرة، يمكن استغلال ميزة رخص تكلفتها، وعدم وجود خسائر بشرية لأنها غير مأهولة، لاستخدام المسيرات في بداية المعارك، لا سيما الرخيصة لتدمير منظومات الدفاع الجوي، حتى لو سقطت أعداد كبيرة منها، فإنها ستقوم بإخلاء الطريق للطائرات الأغلى ثمناً مثل أكينجي للقيام بالهجمات ضد الأهداف البرية بعد التخلص من الدفاعات الجوية.
كيف سيكون شكل الحرب بين المسيرات والمقاتلات المأهولة؟
ما زالت الطائرات المسيرة تواجه مشكلة تتعلق بمحدودية مداها (رغم أنها تطير لوقت طويل) بسبب ارتباطها بمدى محطات التوجيه، ولكن تشغيل المسيرات بواسطة الأقمار الصناعية قد يتغلب على هذا الأمر، وهي ميزة قد تكون متوفرة في أكينجي.
ولكن قد يظل أكبر تحدٍّ لم يختبر بشكل كبير أمام الطائرات المسيرة هو مواجهة الطائرات المقاتلة النفاثة الأسرع من الصوت وذات القدرات الهائلة في المناورة.
وبينما بدأت بعض الجيوش في تسليح طائراتهم المسيرة بدون طيار بصواريخ مضادة للطائرات، تظل السرعة والقدرة على المناورة في صالح الطائرات المقاتلة العادية.
ولكن في المقابل تتفوق الطائرات المسيرة في رخص الثمن، وبالتالي إمكانية استخدام عدد وحدات أكبر، إضافة إلى القدرة على البقاء فترات أطول في الجو، والأهم عدم القلق من الخسائر البشرية.
كما يمكن أن تستخدم المسيرات في قصف المطارات التي تؤوي الطائرات المقاتلة؛ أي محاولة تحقيق الهيمنة الجوية عبر قصفها وهي ساكنة على الأرض في ظل استحالة مواجهتها في الجو.
وتأتي ميزة الأكينجي في كونها من الطائرات المسيرة القليلة القادرة على حمل صواريخ جو-جو، ولكن ما زالت ستواجه مشكلة بطء سرعتها وضعف المناورة في أي قتال مع المقاتلات المأهولة.
الهند تبحث لدى إسرائيل عن طائرة منافسة لـ”أكينجي” إلى حد كبير
وحتى قبل سعي باكستان لشراء الطائرة المسيرة التركية أكينجي فإن الهند كانت تخطط لتحديث أسطولها من الطائرات المسيرة.
وإضافة لمحاولاتها مع الولايات المتحدة، تسعى الهند وراء صفقة مهمة في مجال الطائرات المسيرة مع إسرائيل في ظل تعزز العلاقات الدفاعية بين البلدين بشكل كبير.
فقد طلبت القوات الجوية الهندية والجيش الهندي 10 طائرات مسيرة إسرائيلية من طراز Heron Mk2 في أوائل عام 2021 بموجب سلطة الشراء الطارئة الممنوحة للقوات المسلحة الهندية بعد توغل الجيش الصيني في الأراضي الحدودية الجبلية الوعرة المتنازع عليها بين البلدين في فبراير/شباط 2020.
وكان من المقرر استئجار الطائرات المسيرة الإسرائيلية في البداية، ولكن فيما بعد تم اتخاذ قرار بشرائها على الفور.
كما تتفاوض الهند مع إسرائيل لتصنيع Heron Mk2 محلياً بموجب ترخيص.
والمسيرات Heron Mk2 هي نسخة مطورة من طائرات Heron بدون طيار الموجودة في الخدمة بالفعل مع الهند، ولكن الأخيرة أقل في الحمولة من Heron Mk2.
ونظراً لتقنيات التصنيع المحسّنة، تتمتع Heron MK II بهيكل جسم أوسع وأقوى، مما يسمح بالصيانة السريعة والسهلة دون زيادة الوزن، حسب موقع The Eurasian Times.
تقنيات متطورة
تتميز الطائرة المسيرة Heron Mk2 بمستشعرات راديو ورادار وبصرية أفضل مما يمنحها قدرات أعلى مقارنة بالنسخة الأقدم.
ويمكن للطائرة Mk2 أن تتجسس على عمق أراضي العدو دون عبور الحدود أو تعريض نفسها للخطر من الدفاعات الجوية المعادية.
كما يمكن لمسيرات Mk2 أن تحمل حمولات مختلفة بناءً على طبيعة المهمة. حيث يمكن أن توفر مستشعرات الأشعة تحت الحمراء الموجودة تحت جسم الطائرة رؤية حقيقية لساحة المعركة في ظل جميع ظروف الإضاءة.
وباستخدام رابط الاتصال عبر الأقمار الصناعية، (محدد المدى بالليزر) يمكن القياس الدقيق للمسافة ومعلومات الاستهداف في الوقت الفعلي.
ويسمح محدد الليزر بإضاءة الهدف لضربة تطلق من قبل طائرة مقاتلة باستخدام قنابل موجهة بالليزر.
للمراقبة، يمكن تزويد الطائرة بالرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR) أو MPR (رادار الدوريات البحرية)، كما أن هناك حمولات مخصصة للتطفل الإلكتروني والخداع.
إليك مقارنة بين أبرز قدرات الطائرات الثلاث
وبينما تمثل المسيرة أكينجي تطوراً كبيراً مقارنة ببيرقدار تي بي 2، فإنها ستواجه منافسة صعبة مع الطائرة المسيرة الإسرائيلية التي ستقتنيها الهند Heron MK II.
من المتوقع أن تتواجه الطائرتان المسيرتان التركيتان بيرقدار تي بي 2 وأكينجي مع المسيرة Heron MK في سماوات إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند أو باكستان مع مناطق الحدود شبه الساخنة بين البلدين النووين، والتي كثيراً ما تشهد مناوشات أو حتى حروباً منخفضة المستوى، وقد يشجع وجود الطائرات غير المأهولة على تزايد وتيرة هذه المناوشات.
وجه المقارنة | TB2 Bayraktar | أكينجي (Akinci) | Heron MK2 |
التوصيف | مسيرة قتالية تكتيكية عالية التحمل مخصصة للطيران المتوسط الارتفاع | مسيرة قتالية عالية التحمل مخصصة للطيران العالي الارتفاع | مسيرة قتالية تكتيكية عالية التحمل مخصصة للطيران المتوسط الارتفاع |
الطول | 6:5 أمتار | 12.2 متر | 8.5 متر |
طول الجناحين | 12 متراً | 20 متراً | 16.6 متر |
وزن الإقلاع | 700 كغم | 5500 كغم | 1430 كغم |
وزن الحمولة | 150 كغم | 1350 كغم | 490 كغم |
سقف الارتفاع | 25 ألف قدم | 40 ألف قدم | 35 ألف قدم |
المدى | 4000 كلم | 7500 كلم | 1000 كلم |
مدة البقاء بالهواء | 27 ساعة | 25 ساعة | 45 ساعة |
السرعة القصوى | 120 عقدة | 195 عقدة | 140 عقدة |
من الواضح أن أكينجي تتفوق بشكل كبير في المدى والحمولة والسرعة على الطائرتين، (وبخاصة بيرقدار تي بي 2) ولكن في المقابل هي أكبر حجماً مما يجعلها أكثر انكشافاً للرادارات، كما أنها أقل في مدة البقاء في الهواء.
كما يعتقد أن الإسرائيليين يتمتعون بميزة كبيرة في مجال تقنيات الاستشعار والتوجيه، رغم التقدم الذي حققته أنقرة في هذا المجال.
في المقابل، الأتراك لديهم واحدة من أفضل معادلات القيمة مقابل السعر في العالم، وخدمة ما بعد البيع جيدة للغاية، مما يجعلهم يوفرون للعملاء عدداً مناسباً للوحدات مقابل المال المخصص للصفقة، وهي مسألة ذات أهمية خاصة في الطائرات المسيرة التي لا تواجه مشكلة القلق من الخسائر البشرية.
كما أن الجيش التركي قد يكون أكثر جيوش العالم اعتماداً على المسيرات في حروبه، سواء ضد حزب العمال الكردستاني أو فرعه الذي يسيطر على شمال سوريا، مما يؤهل شركة بيرقدار لتوفير خبرات كبيرة في هذا الصدد لزبائنها، وبالطبع الجيش الإسرائيلي له خبرة كبيرة بصفة عامة وبصفة خاصة في مجال الطائرات المسيرة.
ولكن اللافت أنه رغم التقدم الإسرائيلي في هذا المجال والذي بدأ مبكراً، فإن المسيرات التركية لاقت رواجاً أكبر حتى لدى بعض الزبائن المشتركين مثل أذربيجان، التي اعتمدت بشكل كبير على بيرقدار تي بي 2، في حربها ضد أرمينيا، بينما كان اعتمادها أكثر على إسرائيل في مجال المسيرات الانتحارية وما يعرف بـ”الذخائر المتسكعة”، الأمر الذي يؤشر لميزات نسبية للمسيرات التركية القتالية.
وفي هذا السياق، يلاحظ أنه رغم امتلاك أذربيجان لطائرات إسرائيلية مسيرة من طراز Heron (الجيل الأقدم)، إلا أن التقارير لم تشر لدور كبير لها في الحرب مع أرمينيا مثل طائرات بيرقدار التركية أو الذخائرة المتسكعة الإسرائيلية.
عربي بوست
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.