افتتح في العاصمة الثالثة لروسيا الاتحادية مدينة “قازان”، عاصمة جمهورية تترستان الروسية، معرض الفن التشكيلي الروسي الدولي “فلسطين بعيون فناني روسيا التشكيليين”، وذلك في بيت الصداقة بين الشعوب بالمدينة، وسط حضور رسمي وشعبي وأممي ممثلا بالأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو.
وقدم الحضور قسطنطين ياكوفليف نائب رئيس اللجنة التنفيذية لجمعية شعوب تترستان، وايريك شاريبوف، مدير بيت الصداقة بين شعوب تترستان، وإنجل تاجيروف عميد معهد ثقافة السلام (اليونسكو)، ورئيس الأكاديمية الإنسانية الدولية “أوروبا – آسيا”، رئيس فرع فولغا التابع للأمم المتحدة RS.
وعبر سفير دولة فلسطين لدى الاتحاد الروسي عبد الحفيظ نوفل، في كلمة عبر الفيديو، عن شكره وتقديره لشعوب وقادة جمهورية تترستان لاحتضانهم لهذا المعرض الدولي الهام، وتطرق لمحاولة الاحتلال الإسرائيلي إسكات الصوت الفلسطيني عبر اغتيال أدباء وفنانين مثل غسان كنفاني ، كمال ناصر، وائل زعيتر وناجي العلي وغيرهم.
وشارك في هذا المعرض، الأول من نوعه في تاريخ العلاقات الثقافية بين شعوب تترستان وروسيا وفلسطين، نخبة من كبار الفنانين الروس والطلبة الخريجين الفلسطينيين والعرب من عدة دول، الذين احتفلوا في هذا اليوم بحصولهم على شهادات التخرج في مجالات مختلفة.
المعرض الذى نظمته “المنظمة الإقليمية العامة لجمهورية تشوفاشيا، “جمعية الصداقة والتعاون بين شعوب تشوفاشيا وفلسطين”، هو النسخة الثانية من المعرض والذى رأى النور في ذكرى النكبة بعاصمة جمهورية تشوفاشيا الروسية، مدينة “تشيبوكساري”، وضم أكثر من 200 لوحة رسمتها ريشة أكثر من 50 فنانا روسيا من أساتذة الفن التشكيلي، تحدثت كلها عن تاريخ فلسطين وشعبها العريق وجمال مدنها وقراها، ومساجدها وكنائسها، وآثارها التاريخية، وأحدثت نقلة نوعية في وعي الشعوب وقربتهم أكثر من فلسطين التي تتعرض لمأساة النكبة التي يزيد عمرها عن 73 عاما.
وأكد بسام البلعاوى رئيس “المنظمة الإقليمية العامة لجمهورية تشوفاشيا، “جمعية الصداقة والتعاون بين شعوب تشوفاشيا وفلسطين”، في كلمته التي ألقاها على علاقات الصداقة التاريخية الوثيقة التي ربطت شعوب جمهورية تترستان التي تزيد عن 170 شعبا وقومية وشعوب روسيا بفلسطين بمقدساتها المسيحية والإسلامية الهامة لهذه الشعوب، حيث أن الإسلام انتشر من جمهورية تترستان قبل أكثر من ألف عام، ومن ثم جاءت المسيحية، وأصبحت الديانة الرسمية لروسيا القيصرية، التي شيدت مدينة القدس الجديدة في ضواحي العاصمة الروسية موسكو قبل أكثر من 4 قرون، وهي نسخة مصغرة عن مدينة القدس الفلسطينية، ويطلق عليها الروس “فلسطين التي تقع في ضواحي موسكو”.
كما تحدث عن الاديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، ودوره الكبير الذي أداه لخدمة شعبه وأمته والعالم، حيث أن افتتاح هذا المعرض تزامن مع ذكرى استشهاده، وقد ظهرت لوحة جديدة له رسمتها الفنانة التترية الشهيرة “جلسوم خازييفا”.
وتطرق ايضا للشهيد البطل عز الدين القلق، الذى كان أول من وحد فناني العالم الشرفاء لأجل الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني بالحرية والحياة عبر لوحاتهم وريشهم، بمعرض فنى كبير افتتحه الرئيس الراحل ياسر عرفات في بيروت عام 1978، وقد ظهر بلوحة فنية رسمها استاذ الفن التشكيلي الروسي “ميدخات شاكيروف”، عكس خلالها شخصيته الوطنية الانسانية النبيلة.
كذلك ظهرت لوحة جديدة لشاعر فلسطين الراحل “معين بسيسو”، رسمتها الفنانة اولغا شابالوفا”، التي قطعت مئات الكيلومترات للوصول في الموعد المحدد لافتتاح المعرض.
وقد ظهر معين بسيسو في لوحتها بالشكل الذي عرفته شعوب الاتحاد السوفيتي وروسيا في القرن الماضي.
ويضم المعرض نحو 50 لوحة انتقيت بعناية فائقة لتعكس الوجه الروحاني الجمالي التاريخي الحضاري الفكري، والارادة الفلسطينية، والاماكن السياحية، وسيستمر المعرض لشهر كامل.
وقد شاركت فرق فنية شعبية تترية وفنانين من معهد الكونسورفاتوريا، حيث مثل المعهد عازفة البيانو، ليان البلعاوى، وعازف الكمان، عزات نورجايانوف، ومطربة مسرح الاوبرا والباليه في جمهورية تشوفاشيا، سفيتلانا نيكولايفا.
وقد غطت وسائل الاعلام المحلية هذا الحدث بشكل واسع.
الحياة الجديدة
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.