تعيش المناطق التي تسيطر عليها حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، المدعوم من تحالف العدوان السعودي، حالة من الفوضى العارمة نتيجة سوء الخدمات والانهيار السريع لسعر العملة الوطنية مقابل الدولار. وفيما تقف حكومة هادي عاجزة عن تقديم أي حلّ، تواصل السلطات السعودية الاستيلاء على ايرادات البلاد من النفط والغاز وتحوّلها إلى المصارف السعودية، تاركة الشعب اليمني الذي تتحجّج بـ”مصلحته” من أجل تبرير عدوانها عليه.
اليوم، تظاهر مئات اليمنيين بمحافظة تعز (جنوب غرب)، احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار قيمة العملة المحلية. واحتشد المئات وسط المدينة الواقعة تحت سلطة حكومة هادي، استجابة لدعوات النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي.
وردّد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل رئيس الحكومة معين عبد الملك، وتندّد بتحالف العدوان السعودي، أبرزها “برع (ارحل) يا معين.. جوع جوع جوع”، “يا للعار يا للعار.. يا تحالف يا غدار”. كما رفعوا لافتات مدون عليها عبارات احتجاجية على تدهور الأوضاع المعيشية، أبرزها “لا لارتفاع الأسعار.. الجوع يقتل الشعب اليمني”.
وتتزامن الاحتجاجات مع استمرار إضراب التجار عن العمل بمدينة تعز، لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على انهيار العملة المحلية.
أمس السبت، تظاهر العشرات في محافظتي عدن (جنوب) وحضرموت (جنوب شرق) للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وانهيار العملة المحلية.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن عشرات المحتجين تظاهروا في مديريات دار سعد والمنصورة والشيخ عثمان بعدن، وقطعوا عددًا من الشوارع الرئيسية، وأضرموا النيران في إطارات المركبات، ومنعوا السيارات من العبور.
كما أفادت وسائل إعلام محلية بأن عشرات المحتجين تظاهروا في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، تنديدًا بانهيار العملة وارتفاع الأسعار.
ويشهد الريال اليمني تراجعًا قياسيًا، حيث اقترب سعر الدولار من 1700 ريال في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة، بعد أن كان متوسط سعر الدولار 215 ريالًا قبل العدوان عام 2014.
وأدّى التراجع في سعر العملة المحلية، إلى احتجاجات في عدة مدن يمنية، ومطالب شعبية متكررة بضرورة علاج أزمة الريال اليمني، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الجوع والفقر.
وسط هذا المشهد، لا تحرّك دول تحالف العدوان، وعلى رأسها السعودية، ساكنًا حيال الوضع البائس الذي يعيشه اليمينون الذين من المفترض أنهم في صفّ التحالف. إلا أن السعودية تتنصّل من جميع وعودها وتعهّداتها التي قدّمتها سابقًا وتتعلّل بتقديم الدعم الاقتصادي والمادي للقطاعات المعيشية في مناطق سيطرة الحكومة التابعة لها. لكن واقع الحال يشير إلى أن السعودية تقوم بتحويل إيرادات النفط والغاز إلى حسابات مصرفية في بنوك داخل السعودية، وتحرم اليمنيين منها، فيما تدعم الرياض فريقًا سياسيًا فاسدًا وتحكّم ميليشيبات عاثت خرابًا ونهبًا في لقمة عيش المواطنيين، الذين باتوا يناشدون حكومة صنعاء التدخّل وإعانتهم على مواجهة الفقر والجوع الذي يخيم على مناطقهم.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.