توجه بالأمس رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا، وقد سبقته الى هناك أجواء ايجابية، خصوصاً مع الحديث عن اصطحابه تشكيلةً نهائية، وقد نقلت المعلومات أن النقاش بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي تخطى شكل الحكومة وتوزيع الحقائب، والبحثُ وصل الى اسماء الوزراء والسير الذاتية. لكن مغادرته قصر بعبدا دون تصريح، تركت خلفه تساؤلات عدة، ومن خلفها تحليلات اوحت بأن الاجواء سلبية.
لكن مصادر مواكبة لعملية تشكيل الحكومة، ربطت بين تفاصيل الزيارة الاخيرة والزيارات الـ١٣ التي سبقتها، وقالت في حديث لموقع الناشر ان الشياطين تكمن في تفاصيل الشكل لا المضمون، مشيرةً إلى أن المسار التي يسلكه تشكيل الحكومة هو مسارٌ طبيعي، ويقوم كلُّ طرفٍ بدوره المناط به في الدستور، وما فُقد في جولات النائب سعد الحريري حين كان رئيسًا مكلفًا لمدة تسعة اشهر، اوجده الرئيس المكلف الجديد عبر تشاوره مع رئيس الجمهورية ميشال عون. وتضيف المصادر أن كل الاجواء الايجابية كانت مربوطة جدياً بالمسار الطبيعي للتشكيل.
لكن شياطين التفاصيل تكمن في مكان آخر، فبعيداً عن مضمون التشكيل، لم يستبعد الرئيس المكلف الاعتذار منذ بداية تكليفه، حتى انه رددها مرات عدة. واذا كانت الاجواء الايجابية مردها للنقاشات بين الطرفين، لا يستبعد المصدر ان تكون مرتبطة بسيناريو الاعتذار، وما سيرافقه من اتهام: “ع مين الحق”.
بحسب المصدر السياسي المطلع على مجريات تشكيل الحكومة، فإن الاجواء الايجابية “لعبة ذكية” يراد منها القول حين يصبح الاعتذار واقعًا، إنني كطرف في تشكيل الحكومة كنتُ ايجابيًا، كنتُ مسهلاً، قدمت التنازلات الكافية لتشكيل الحكومة، ولكن لا اعلم ماذا حصل، ومن اين اتت السلبية فجأة! ولا يفصل المصدر خروج الرئيس المكلف بالأمس “متجهمًا” دون الادلاء بتصريح، عن هذه الاعتبارات.
الطرفان يدركان اهمية تشكيل حكومة تحفظ اعتبارات كلٍّ منهما وحساباته الداخلية و/أو الخارجية، كما يدركان تمامًا أن الاعتذار حين يقع، سيكون وقعه مدويًا على من عليه الحق.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.