«واشنطن بوست»: تعرف إلى أبرز توجهات عالم التكنولوجيا في عام 2023

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

نشر الكاتبان كريس فلازكو وتاتوم هانتر مقالًا في صحيفة «واشنطن بوست» يقولان إن عام 2022 كان عامًا غريبًا للغاية بالنسبة للتكنولوجيا. فمن بين أبرز الأحداث، كان استحواذ إيلون ماسك على «تويتر»، والانهيار المدهش لشركة العملات الرقمية «إف تي إكس»، وتحدث الهواتف الذكية للأقمار الصناعية، واحتمالية امتلاك الذكاء الاصطناعي للمشاعر رغم أنَّ الأمر مستبعد.

ويتساءل الكاتبان: إذا كان عام 2022 عامًا غريبًا في عالم التكنولوجيا، فماذا عن عام 2023؟ ويذكران أنَّ ذلك سيظهر قريبًا. ويركزان حديثهما على واحد من أكبر المعارض التجارية التقنية في العالم، وهو معرض «سي إي أس – CES» المشهور بعروض الابتكار والأدوات المبهرة من جميع أنحاء العالم. وبنظرة فاحصة، ستحصل على لمحة عن الطرق التي يمكن أن تتغير بها علاقاتنا مع التكنولوجيا.

لكن المعرض ليس كرة بلورية نستشرف من خلالها المستقبل القريب. وفي هذا الصدد، قال آفي جرينجارت، المحلل البارز في شركة الأبحاث «Techsponential»: «يعد معرض سي إي أس طريقة رائعة لفهم فاعلية النظم البيئية واستنباط التوجهات الأساسية»، ويضيف: «ولكن من غير المحتمل أن ترى التوجه الكبير القادم».

ولمساعدتك على التركيز على ما هو مهم، إليك دليل مختصر لما يجب أن تحتفل به في عام 2023.

نحو الميتافيرس
يؤكد المقال أنه بين الشكوك المستمرة والمشكلات المحيطة بشركة «ميتا» (سابقًا فيسبوك)، ليس صعبًا الاعتقاد بأن المستقبل قاتم بعض الشيء بالنسبة للميتافيرس، ولكن شائعات زواله قد تكون سابقة لأوانها.

وفي استطلاع حديث شمل 9 آلاف مستهلك، وجدت شركة الخدمات المهنية «أكسنتشر» أن 55% من المشاركين قالوا إنهم يريدون أن يصبحوا مستخدمين نشطين في الميتافيرس. ومن بين هؤلاء المتفائلين بالميتافيرس، أراد 90% تحقيق هذه القفزة خلال العام المقبل، كما قال كيفان يالويتز، قائد البرامج والأنظمة العالمية بشركة «أكسنتشر».

وسط هذا، توجد شركات أخرى منهمكة بالعمل مثل شركة «إتش تي سي»، التي أنتجت خط فايف (Vive Line) من سماعات الواقع الافتراضي، وهو منتج محمول مصمم للتنافس مع منتج شركة ميتا «كويست 2». يستعد المنافسون الآخرون، من بينهم شركتا «شارب» و«كانون»، لعرض النماذج الأولية والتجارب التي يمكن أن توفر للناس المزيد من الطرق للانغماس في المساحات الافتراضية. وبعد سنوات من الترقب، قد يكون هذا هو العام الذي تصدر فيه شركة «أبل» أخيرًا شاشة يمكن ارتداؤها.

ويضيف المقال أنَّه لا يعني أي ذلك بالضرورة أنك ستجد نفسك تتحرك في عوالم مترامية الأطراف، وغامرة، وقابلة للتشغيل المتبادل (interoperable) قريبًا، فقط لأن الناس لن يتوقفوا عن الحديث عنها في أي وقت قريب.

انفراجة قريبة في عالم الإلكترونيات
يشير المقال إلى أنَّه بفضل معيار موحد يسمى «ماتر – Matter» كان من المفترض أن يكون عام 2022 هو العام الذي تبدأ فيه الأجهزة المنزلية، والمصابيح الذكية، وأجراس الباب ذات شاشات الفيديو، وأجهزة الثيرموستات الفاخرة تعمل جميعها معًا بسلاسة. اشترِ أيًّا من هذه الأشياء، وطبق الفكرة، وستتحكم فيها باستخدام أي مساعد صوتي أو منصة تريدها. ولكن، تأخر إطلاق ماتر لبضعة أشهر.

ومنذ إصدار ماتر في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، بدأت المنتجات المتوافقة معه تتدفق بكثرة، ولكن يبدو أن تحقيق أقصى استفادة منه قد يكون أمرًا صعبًا. على الرغم من ذلك، سيمنحنا معرض «سي إي أس» أول موجة كبيرة من منتجات المنزل الذكي التي يمكن التحكم فيها عن طريق تطبيق «جوجل هوم» أو «آيفون هوم»، أو «سمارت ثينجس» على هاتف سامسونج، أو كل ما سبق.

ويستدرك المقال بأنَّ إنترنت الأشياء قد لا ينتهي عند هذا الحد، فقد قالت شركة «أبل» التي استخدمت منذ فترة طويلة نظام الشحن «Lightning» لأجهزة الآيفون وبعض أجهزة الآيباد، إنها ستلتزم بمتطلبات الاتحاد الأوروبي، بإضافة منفذ شحن «USB-C» للعديد من الأجهزة الإلكترونية الصغيرة. ومن المتوقع في الوقت المناسب ترقية الشركة لجهاز آيفون العام المقبل، ما يعني أننا سنتمكن قريبًا من حمل شاحن واحد للأجهزة كافة.

تحول كبير في خدمات البث الرقمي
يشتهر معرض «سي إي أس» أيضًا بالعديد من أجهزة التلفزيون الجديدة الرائعة المعروضة، ولكن الأفلام التي تشاهدها تأتي من مصدر ما. وفي عام 2023، يمكن أن تبدأ خدمات البث التي يعتمد عليها الكثير منا في الظهور بشكل مختلف.

فبعد عام من الدراما عبر وسائط البث الرقمية، ومن ذلك الانهيار الداخلي لـ«سي إن إن بلس»، والتهديد الوشيك لـ«إتش بي أو ماكس» و «ديسكافوري بلس»، قال يالويتز من شركة «أكسنتشر» إنَّ هذه الجهات مجبرة على إعادة التفكير في نماذج أعمالهم.

وقد يعني ذلك أن اشتراك منصة البث التي تختارهها، ستضيف رسومًا شهرية رمزية مدعومة بالإعلانات، أو أن المزيد من برامجك المفضلة يمكن أن تنتقل مع استمرار الشركات الإعلامية استغلالها للحصول على حقوق المحتوى. وما يريده الكثير من الناس هو متجر شامل لجميع وسائل الترفيه الخاصة بهم، مثل قنوات الكيبل التي ابتعد عنها الكثير في المقام الأول.

وأضاف يالويتز إننا سنشهد بالتأكيد ظهور فائزين وخاسرين، على الرغم من أنه لم يذكر الشركات التي كان يتوقع أن يكون أداؤها سيئًا.

المزيد من الاهتمام بالأمن السيبراني
ويذكر المقال أنَّه في مؤتمر معروف بمعروضاته البراقة، من السهل على شركات الأمن السيبراني غير المشهورة التلاشي في الخلفية. ولكن في عالم يتعرض فيه المستهلكون بشكل متزايد للجرائم الرقمية، يمكن أن يكون لهذه الشركات بعض التأثير الأكبر، ولكن ليس في وقت قريب جدًّا.

إن أي شيء متصل بالإنترنت يصبح مسارًا محتملًا للهجمات الإلكترونية. ويذكر المقال توقع مركز «آدينتفاي ثيفت ريسورس» أن العام الجديد سيشهد المزيد من المهاجمين الذين يجمعون المعلومات الشخصية، لإنشاء حسابات مزيفة بأسماء حقيقية أو السيطرة على الحسابات الحالية.

وهذا العام، ستتباهى الشركات من جميع أنحاء العالم بحلول الأمن الخاصة بها، لتذكير التقنيين المتحمسين بأن أكبر تحديات الأمن السيبراني في الصناعة لا تزال تنتظرنا. وتبين أن بعض الأدوات التي وضع الناس إيمانهم فيها للمساعدة في الحفاظ على أمانهم عبر الإنترنت، ومنها خدمة «LastPass» لحفظ كلمات السر، أكثر عرضة للاختراق مما كان متوقعًا أيضًا.

العالم يتصارع مع الذكاء الاصطناعي
يتساءل المقال: هل دفعت أموالًا لتطبيق يسمى «Lensa» ليصنع لك بعض الصور الرمزية السحرية؟ أو أمضيت بضع دقائق في التحدث إلى المحرك «ChatGPT»؟

لبضعة أسابيع، بدا أن إطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي حديث الجميع. وعلى الرغم من أن بعض العناصر الجديدة الأولية قد تلاشت، فإنه يمكنك توقع ظهور المزيد من هذه الأدوات قريبًا.

في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أكدت شركة «OpenAI» (الشركة التي تقف وراء ChatGPT) أنها ستضخ استثمارات في عدد قليل من الشركات التي تركز على الذكاء الاصطناعي، وتخطط لرعاية المزيد منها عبر برنامج حاضنة في محاولة لإعادة تصور المنتجات والصناعات. وفي الوقت نفسه، تصبح مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي مثل «Midjourney» و«Stable Diffusion» أكثر تعقيدًا مع كل تحديث.

ولكن إلى أي مدى ينبغي توجيه مثل هذه الأدوات أو كبحها بالتشريعات؟ وكيف يمكن استخدامها في الخير أو الشر؟ إذا كان ظهور هذه الأدوات في عام 2022 قد أجبرنا على معرفة المدى الذي وصل إليه الذكاء الاصطناعي الإبداعي، فسيكون عام 2023 أول عام نتأمل فيه جماعيًّا المدى الذي ينبغي أن يصل إليه.

ستصر الشركات على أنك بحاجة إلى روبوت
من تدبير منزلك، والترفيه عن أطفالك، وجز عشب حديقتك، وتوصيل طعامك؛ يبدو أن هناك روبوتًا لكل شيء، ويبدو أن معظمهم سيقضون بضعة أيام في مدينة لاس فيجاس هذا الأسبوع.

ولكن ليس جميع الروبوتات مخصصة لخدمتك وجهًا لوجه، ومن غير المرجح أن ينتهي بهم الأمر للبيع في متجر كبير بالقرب منك. كما أن بعضها مخصص للاستخدام الصناعي البحت. جرى تدريب الآخرين على التفوق في مهام محددة للغاية.

ويختتم المقال بأنَّه بين الشركات التي تطور الروبوتات للاستخدام المنزلي، وتلك التي تصنع الروبوتات لتلبية احتياجاتك، من المحتمل أنه في عام 2023، ستتأثر حياتك بمزيد من الآلات، حتى لو لم تدرك أن ذلك يحدث. إذا كان هناك أي عزاء، فقد أخبرنا خبراء الروبوتات العام الماضي أن سلالة أكثر تعقيدًا من الروبوتات الاجتماعية (من النوع الذي قد نتمكن من بناء اتصالات حقيقية ومثمرة معه) ربما لن تنتشر قريبًا.

عبد الرحمن النجار – ساسة بوست

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد