MTV .. رمانة أو قلوب مليانة؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

من الاحتلال الإيراني إلى الغزو الثقافي، مرورًا بتفضيل الموت على الدواء الإيراني ووصولًا إلى محاربة الغزو الغذائي، يبدو الصراع في لبنان طائفيًا بامتياز، لا سيّما مع تضخّم حالة المعاداة والعزل والانعزال المبنية على معيار طائفي مذهبيّ.

على عمق قليل نسبيًا، يمكن اكتشاف حقيقة مختلفة تمامًا تصاغ بفكرة واحدة: الحالة الطائفية العنصرية القائمة في الواقع والتي لا يمكن إنكارها أو تجاهلها هي إحدى أدوات التعبير عن الحاجة الأميركية الغربية الملحة لتوليد الصراعات التي تؤمّن مصالحها ومن ضمنها “اسرائيل” ككيان زُرع لتثبيت هذه المصالح.

لا حاجة للتذكير أن هؤلاء لا مشكلة لديهم مع الفرس ما قبل الثورة الإسلامية، ولا مشكلة لديهم مع التشيّع المتناسب مع المعايير البريطانية، ولا مع السلاح الذي لا تصوّب فوّهته ضد اسرائيل، ولا مع “الشيعة” المنضوين تحت اللواء الأميركي، علانية أو سرًا، وسواء في لبنان أو في المنطقة كلّها. وبالتالي، مشكلة MTV المفتعلة بالأمس، على تفاهتها، ليست مشكلة مع مخبز “شيعي”، بل مع مؤسّسة يوحي اسمها بالانتساب إلى شرف معاداة الأميركي. فهؤلاء لا يدققون عادة في المصادر إلا إذا اقتربت هذه المصادر، ولو في أوهامهم، من بيئة المقاومة عمومًا، ومن حزب الله حصرًا. وهؤلاء، لم يضرّهم وجود “شوكولا وسكاكر” عليها دمغات المصنع “الإسرائيلي”، ولا وجدوا في نقل رجل دين للمال والأدوية من كيان الاحتلال إلى لبنان عيبًا أو فعلًا شائنًا يستحقّ الإدانة، بل دافعوا عنه بعين واسعة وخطاب تطبيعي مقيت. كذلك الأمر، لم يشعروا بأي إهانة لسيادتهم المدعاة بهتانًا حين مُنحت قوات اليونيفيل حق التعدي المعنوي والمادي من دون إذن او حتى “علم وخبر” للجيش اللبناني، ولم تتحسّس كرامتهم الوطنية المزوّرة من قباحة تدخّل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في كلّ شاردة وواردة، إلى حدّ مجادلتها لوزير الكهرباء حين تحدّث عن ضرورة القبول بالعرض الإيراني.

لم يكن “خبز الهادي” لينغّص عليهم وجباتهم لو كان صاحب المخبز من “شيعة تشرين”، ولم يكن ليستدعي هذا الكم من الإلغائية المصحوبة بالدعوة إلى المقاطعة لو كان المخبز يستخدم الطحين المبخّر في مكاتب السفارة الأميركية أو الملح والسكّر “المبيَّض” في أروقة خيمة البخاري. مشكلتهم معه تكمن في كونه يعبر إلى بيوت الناس دونما الحاجة لإذن دخول عوكري مباشر أو غير مباشر.

يجعل هؤلاء من عبارة “العيش المشترك” عبارة حمّالة للسخرية في كلّ محطّة، فهي مقترنة لديهم بكمّ هائل من الاضطرابات الظاهرة على هيئة نوبات ذعر ذات بعد طائفي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد