حرّك الحجر الذي ألقاه وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، والحجر الآخر الذي ألقاه زميله وزير الثقافة محمد المرتضى، نحو فلسطين المحتلة، المياه النتنة لعدد كبير من الإعلاميين والسياسيين والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، فكتب بعضهم ساخرًا من هذا التصرف، وكتب بعضهم الآخر منتقدًا قيامهما بهذا الأمر في حين يعاني البلد من انعدام أدنى مقومات الحياة من ماء وكهرباء وغيرهما، واستغله آخرون للتصويب على الوزيرين والجهتين اللتين ينتميان إليهما.
والمثير للدهشة في كل ما حصل، أن يصل الأمر ببعض المنتقدين إلى استنكار إلقاء ولو حجر نحو فلسطين المحتلة، أي نحو العدو الذي يحتلها، وهو سلوك رمزي، حيث يحل الحجر محل الرصاصة أو القذيفة، وحيث يكون الحجر موقفًا مقاوِمًا كالكلمة المقاومة، وكأننا وصلنا إلى وقت يدان فيه الشخص حتى لو ألقى حجرًا نحو عدوه. والأغرب من هذا أن يربط بعض المنتقدين بين ملقيَي الحجرين وبين حزب الله ومقاومته، وكأن الوزيرين فياض والمرتضى متفرغان في المقاومة الإسلامية، وكأن كل المقاومين، ولو بالكلمة أو الحجر، ينتمون بالضرورة إلى حزب الله، وكأن كره حزب الله يلغي فكرة أن “إسرائيل” دولة محتلة.
هذا الحصر للمقاومة بحزب الله فقط ليس بالتأكيد من باب تمجيد الحزب، وإنما لربط كل تصرف لأي صديق للحزب به، للنيل منه ومن أصدقائه وحلفائه، وكأن فعل المقاومة منكر من المنكرات وكأن كل من يتصرف مقاوِمًا يمارس هذا المنكَر.
لقد بلغ كره هؤلاء لحزب الله إلى حد التزلف لعدوه الكيان المؤقت، ربما من باب “عدو عدوي صديقي”، فصار كثيرون منهم نماذج صغيرة من الناطق باسم جيش العدو أفيخاي إدرعي، حتى أنهم وفروا عليه الكثير من الجهد ومن الكلام السخيف التافه مثله الذي اعتاد على التفوه به.
أيها التافهون، لقد كشفتم حقيقتكم مرات عدة في أوقات عدة، وها هو حجر وزير لبناني يكشفكم من جديد، يصيبكم قبل أن يسقط على أرض فلسطين المحتلة، يدمي نفوسكم البغيضة قبل أن يؤلم نفوس الأعداء الصهاينة، وفي هذا وحده ما يكفي من الفخر للوزيرين، حتى لو كان تصرفهما تصرفًا رمزيًّا.
التعليقات مغلقة.