اكذب اكذب اكذب… لن يصدقك الناس

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أتساءل أحياناً عند قراءتي بعض المقالات في مواقع كجنوبية والمدن وغيرهما من المواقع المعادية لحزب الله والمقاومة، إذا ما كان “كاتب” المقال يخجل من نفسه حين يصوغ نصاً يعجُّ بكمٍّ هائلٍ من الأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي لا أساس لها، والتي تؤدي دورها الوظيفي فقط في استهداف الحزب وبيئته، إذا ما كان يخجل هذا الكاتب من ضميره، أو من أهله وأولاده، كونه يكذب “عينك بنت عينك”، ويعلم أنه يكذب.

على سبيل المثال، يتحدث موقع المدن، في مقال تحت عنوان “صرخات جنوبية بوجه حزب الله”، عن التدخل الايراني في لبنان مستنداً إلى مداخلة أحد “المواطنين الجنوبيين” حسبَ ادعائه والذي أدى تمثيلية مضحكة وفاشلة في برنامج صار الوقت مع مارسيل غانم، حين قال “عم ننذل على المحطات وعلى أبواب الصيدليات بسبب التدخُّل الإيراني”. ويدّعي الموقع كما البرنامج التلفزيوني أن هذا “المواطن الجنوبي” يمثّل رأي الجنوبيين، في حين أن الكثير من منتقدي الحزب وبعض سياساته، أضحكهم التعبير وتساءلوا عن شكل “التدخل الايراني” في ملفَّي البنزين والدواء. وقد دعّم الكاتب مقاله بمقطع فيديو لإشكال مسلّح وقع على محطة محروقات ‌‎في طرابلس، في منطقة طريق الجيش مقابل مسجد الفاروق، المنطقة المحسوبة على تيار المستقبل، وبالتالي الموالية للمملكة العربية السعودية ليؤكّد التدخل الايراني في أزمة المحروقات!!

وفي موقع جنوبية، تتشابه الأساليب والأهداف مع أساليب وأهداف موقع المدن، مع الفارق في حجم الكذبة، فهنا ادعى “الكاتب” في مقاله الذي يفتقر إلى أدنى معايير المهنية في عالم الصحافة، وجود معلومات عن إدارة “الثنائي” لملف المحروقات جنوباً، ثم أكّد أن “الثنائي” -ولا سيما حزب الله- يقودان عملية الاحتكار والتهريب. هنا، وعند الحديث عن “تأكيدات ومعلومات” يتحمس القارئ ويشعر بأن في جعبة الكاتب صيداً ثميناً، فيكمل القراءة بحثاً عن المصادر والمعلومات، فلا يجد أي مصدر أو دليل، أو حتى إشارة تدل على تورط الحزب في أيٍّ من الاتهامات التي ذكرت في العبارات الملفقة، ولا يجد سوى اتهام عشوائي غير مستند إلى شيء سوى دولارات ممولي الموقع.

المضحك أن كتابتي لهذا المقال حول دور حزب الله في احتكار البنزين وتهريبه، وأثر التدخّل الايراني في أزمات لبنان، تتزامن مع إعلان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن مداهمة مستودعات في شدرا – الشمال، وضبط ٧ خزّانات كبيرة الحجم في داخلها، وصهريجَين يحتويان على ١٠٦،١٤٠ ليتر مازوت، و ١٩،٠٢٥ ليتراً من مادة البنزين، كانت معدّة للبيع في السوق السوداء ضمن محافظة الشمال أو تهريبها الى الاراضي السورية.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد