موقع سجد: بصمة الهزيمة في لاوعي العدو

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في منتدى لجنود العدو على الإنترنت عثرنا على مجموعة صور ملتقطة من داخل موقع سجد، في جنوب لبنان، في عامي 1993 و1998، كما دلت شهادات جنود الاحتلال، أي إبان فترة الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان حيث كانت قواته تتمركز في هذا الموقع مع حامية من ميليشا العملاء لتمارس إرهابها واجرامها بقصف المناطق المحررة، وتراقب تحركات المقاومين والاهالي.

اللافت في ما تناقله جنود العدو حول موقع سجد أنه إضافة الى الجانب العسكري فإن للموقع اهمية في الفكر العبري اليهودي، حيث يعتقد اليهود أن الجبل هو موقع ديني خاص بهم ويحوي مقامًا لإحدى الشخصيات التوراتية وهو “اهولياب بن اخيساماك” من سبط دان اليهودي! وهو عمل نائب مهندس لبناء هيكلهم المزعوم تحت امرة بَصَلْئِيل بْن أُورِي بْنِ حُورَ من سبط يهوذا، فقاما بإنشاء الخيمة والأدوات التي يضمها، بما في ذلك تابوت العهد. وقد تم وصفه في سفر الخروج التوراتي على أنه “سيد النجارة والنسيج والتطريز”.

اهولياب بن اخيساماك كما تصوره اليهود

ويزعم إعلام العدو أن هذا المقام -الموجود في سجد- كان مقصدًا ليهود صفد وما حولها، منذ ما قبل قيام كيان العدو، فكانوا يزورونه وينذرون له النذور ويقيمون الصلوات والادعية والترانيم اليهودية.

والموقع المذكور يتربع فوق جبل استراتيجي يرتفع عن سطح البحر 1030م وكان له مدخل واحد، وتحيط به سواتر ترابية يبلغ ارتفاعها ما بين اثني عشر وخمسة عشر مترًا وثلاث طبقات من الاسلاك الشائكة فضلًا عن احاطته بالالغام الارضية، وهو يشرف على معظم مناطق اقليم التفاح، ومنه كانت تمارس قوات الاحتلال وعملائه اعتداءات متواصلة على المدنيين في القرى المحررة. ولكن عزيمة المقاومة كانت بالمرصاد ونفذت عمليات عدة ضده رغم علوه وتحصيناته بينها عدد من عمليات الاقتحام النوعية حتى سقوطه وتحقيق حلم الانتصار والتحرير في العام ٢٠٠٠.

السجال حول هوية مقام جبل سجد هو صورة مصغرة عن الصراع مع هذا الكيان المحتل، ما يؤكد مقولة إنه “صراع وجود وليس مجرد صراع حدود”. والحل الجذري هو في اقتلاع هذا الكيان المسخ الشرير برمته.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد