سمير جعجع “عايش أزمة ثقة”

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قبل نحو أشهر، كانت القوات تعيش نشوة النصر السياسي، فهي -وباعتقادها- نجحت في اجندتها السياسية بتخريب عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، ورغم انه لم يكن بشخصه عقدةً لدى القوات، الا أن زيادة الازمات في عهده تقطع الطريق على منافس رئيس الحزب سمير جعجع في السباق الرئاسي، والذي تمهد له الانتخابات النيابية المقبلة.

كل المؤشرات وحتى اللحظة تؤكد أن الانتخابات البرلمانية ستحصل، ولو تأخرت بضعة اشهرٍ تقنيًا، الا أن لا جرأة لدى القادة اللبنانيين على بإلغائها بسبب “الحرص” الاميركي على اجرائها. وبالرغم من أن معظم الاحزاب لم تبدأ استعداداتها لخوضها، كانت القوات على طول الاشهر الماضية تعلن عن جاهزيتها لها، لا بل إنها كانت حاسمةً في أحاديثها الداخلية عن اكتساحها الشارع المسيحي في اي استحقاق نيابيٍّ مقبل. وما زاد من حماسة القوات، شعورها ان الضغوط الداخلية والخارجية يمكن أن تفضي لانتخاباتٍ مبكرة، وكانت تنقل بشكل مستمر لمسؤولين اميركيين، دراساتٍ واحصاءات تؤكد استحصالها على عدد اكبر من النواب الذي حصلت عليه عام ٢٠١٨، متمنيةً على الاميركيين، وفق المعلومات، ممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس عون لاجراء استحقاقٍ برلمانيٍّ مبكر.

لكن هذه الحماسة تراجعت مؤخرًا، حتى في خطابات رئيس الحزب سمير جعجع الذي كان يردد مطالبته بانتخاباتٍ نيابية مبكرة في كل تصريح وتغريدة، الى أن غاب هذا المطلب عن لسان جعجع في تصريحاته وتغريداته الاخيرة!

وفي هذا الإطار، يشير مصدر خاص لموقع الناشر أن جعجع يعيش مؤخرًا ازمة ثقة بعد الشعور الذي انتابه لاشهر عن استمالة غالبية الشارع المسيحي لصالحه. ويشرح المصدر أن الازمات التي شاركت في تأجيجها القوات اللبنانية، ساهمت في تراجع شعبية الخصم اللدود للتيار الوطني الحر، لا سيما في مناطق الثنائية القواتية – العونية.

وبحسب المصدر فإن الامور انعكست موخرًا، وانقلب المشهد على رأس القوات وزعيمها، لافتًا الى احداث السنوية الاولى لانفجار الرابع من اب وتحديدًا الى اعتداءات القوات على مواطنين في الجميزة والمرفأ، والتي تركت نقمة لدى الشارع الضائع بين القطبين، لتأتي واقعة تخزين القيادي في القوات ابراهيم صقر لأطنان البنزين والمازوت والغاز في زحلة، وما سبقها من اصرار للحكيم على رفع الدعم بشكل فوري، وترك الناس لمصيرها، ما شكّل ضربة قاضيةً لحزب جعجع في الحاضنة المسيحية الواسعة.

وإن كان المصدر يؤكد أن ما للقوات للقوات وما للتيار للتيار، كما ما للكتائب وللمردة ايضًا من شعبية وتأييد، الا أن المزاج المسيحي الباحث عن بناةٍ للدولة يلعبُ دورًا مهمًا في اختيار الهوى النيابي، لا سيما وأن شعار حماية المسيحيين وحقوقهم ومركزهم الاول المتمثل برئاسة الجمهورية، هو شعار جذّاب، وإن كابر البعض في اظهاره. وقد تمكن التيار البرتقالي من تسجيل النقاط الكثيرة على جعجع وفريقه، واتهامهم بالاساءة مراتٍ عدة الى المسيحيين وموقع الرئاسة.

في المحصلة، تراجعت ثقة الحكيم بنفسه وبحزبه، وطارت معها المطالبة بانتخاباتٍ نيابية مبكرة، والقوات الآن منشغلة بتنظيم اجنداتها للاستفادة مما تبقى من وقت لحين اجراء الاستحقاق النيابي في ايار المقبل، معوّلةً على مزيدٍ من تدهور الاوضاع لتستثمر به في وجه التجربة العونية في رئاسة البلاد، ولتقول للشارع المسيحي الواسع، لا تجربوا المجرب.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد