طوفان الأقصى ببعده المصري

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

علاء الدين الغربي* – الناشر |

كتب طه حسين معتبرًا أن الأمة العربية غزت مصر وأذاقتها صنوف العدوان ،فما كان من مؤسس حركة الاخوان المسلمين حسن البنا، إلا أن فنّد طرح حسين، معتبراً أن “تمسكنا بالقومية العربية يجعلنا أمة تمتد جذورها من الخليج الفارسي إلى المحيط الأطلسي.. إن من يحاول سلخ قُطر عربي عن الجسم العام للأمة العربية يعين الخصوم الغاصبين على كسر شوطة وطنه و اضعاف قوة بلاده”.

تلقي عملية طوفان الأقصى الملحمية بثقلها على المشهد العربي الذي يتم معاودة وضعه على المسرح العالمي كند صانع للحدث وليس وسط مستباح يتم إملاء ما يتقرر في عواصم المتروبول. تأتي العملية في ذكرى عبور الجندي العربي خط بارليف في مصر وسوريا، التي سيتم الاستفراد بجبهتها، بعد حين عندما قرر الرئيس السادات التوقيع المنفرد على وقف إطلاق النار.

تأكيد المؤكد

كانت أوغندا إحدى الدول المرشحة لإقامة وطن قومي لليهود، ذلك في ذاته تهديد للأمن الوطني المصري الذي يتبارى نخب ومثقفون للدفع باتجاه المزيد من ابتعاد مصر عن المشهد العربي. سنعود هنيهة إلى الماضي، وتحديدًا عام 1849، يذكر في حينه المندوب البريطاني في أوغندا أن الأخيرة هي أقوى دول شرق إفريقيا بسيطرتها على منابع النيل، مؤكدًا أن النظرة إلى أوغندا هي عينها النظرة إلى مصر. سيعقب ذلك في عام 1903 حينما عرضت بريطانيا على الحركة اليهودية إنشاء وطن قومي لليهود هناك بالتزامن مع إعلان حمايتها تلك الجغرافيا.

بديل آخر سيقترحه هيرتزل عام 1902 وهو شبه جزيرة سيناء، وهو ما يسعى الاحتلال اليوم إلى تهجير الشعب الفلسطيني إليها كبديل عن قطاع تحرر بدم أبنائه عام 2005، وبدعم من قوى المقاومة في المنطقة .تجب الإشارة هنا إلى أن ما كان يُعرف بسردار الجيش المصري وحاكم عام السودان ثم المندوب السامي في مصر، يقول شيئًا يفيد في سياقنا الحالي إنه “إذا وجب الدفاع عن القناة (السويس) في المستقبل، وهي الجهة الضعيفة، فسيتم ذلك من جهة فلسطين”. وبهذا، يكتمل مشهد استعمار فلسطين كحامٍ لمصالح الغرب الاستعماري في منطقتنا ومعيق للتنمية و الاستقلال السياسي. ولا مناص من شهادة أخرى وهي لسفير بريطانيا في طهران من عام 1939 – 1946، إذ اعتبر أن الرغبة البريطانية في الدفاع عن السويس هو من دوافع وعد بلفور.

ضجيج المعذبين

كان لمشهدنا الحالي محطات مؤسسة تعبّدت بطريق من دماء أقطاب محور المقاومة في ظل خروج مصر شبه الكلي رسميًا من المشهد الفلسطيني، قبل أن ينبعث محمد صلاح وشاب آخر في اليوم التالي للعملية ثأرًا لعروبة مصر وانتمائها العضوي لقضية الأمة المركزية. وليثبت بأن شعبنا في مصر العربية هو حي وإنْ تخاذل الرسميون وضغطوا في اتجاهات شتى لوأد المقاومة أو وإضعافها.

حقوقي وناشط قومي عربي*

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد