طويل العمر يجمع خدَمه: قمة للتملّق والمداهنة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لطيفة الحسيني – خاص الناشر |

يوم السبت الفائت، لبّى أتباع “طويل العمر” نداءَ الاحتفال باليوم الوطني السعودي وهرولوا الى الحمامات الرومانية في بيروت. ليس معروفًا هل شاهدنا كرنفالًا امتدّ لساعات؟ هل هي حلقةٌ من مسلسل “حريم ورجال السلطان”؟ الثابت في الدّاعين إلى المناسبة: حفلةُ تزلّف تتجدّد عند كلّ فرصةٍ تُتاح لشخصياتِ السفارة من أجل التقرّب والانطباح لسفير آل سعود في لبنان.

ماذا يُضيف الى اللبنانيين النقل المباشر لاحتفال السفارة السعودية بعيدها الوطني؟ وماذا يعني استقطاب عشرات الشخصيات العامة والرسمية وكلّ مُتودّد للسفارة؟ وكيف يمكن إقناع كلّ من يؤمن بانتهاج أسلوب المداهنة أن نواياهم مكشوفة وكلّ ما يبذلونه لكسب رضا الملك ووليّ العهد وسفيرهما بات مسرحية ركيكة لا تُجدي نفعًا؟

الى متى سيبقى هذا النهج سائدًا؟ تغطيةٌ إعلاميةٌ مدفوعة، صحافيون يُصبحون فجأة “شعراء بلاط”، سياسيون يركضون من أجل استعراض “وقفتهم” في السفارة! حاشية سعودية بديلة عن الرعايا الذين طلبت منهم المملكة مغادرة لبنان (آب 2023) بسبب مخاطر أمنية لم يتلمّسها أحدٌ سواها.

لا يُعير المشاركون من الشخصيات السياسية أهميةً لكلّ ما يطالُهم من انتقادات لأدائهم وتصرّفاتهم المُخزية. بالنسبة لهم الأولوية هي لحصاد ما يزرعون في “قلب” السفير. أن يُبرهنوا أنهم حريصون على إحياء المناسبة أكثر منه، بعد ربط “المنبّه” لليوم الموعود. أن ينتظروا “اليوم الكبير” للاحتفال بأكبر مجهودٍ من الابتسامات والضحكات والأحضان. يكتمل هذا الابتهاج بتحويل أوركسترا المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان الى فرقة سعودية تعزف ألحان المملكة، وعليها يتمايل السياديون بلا خجل.

كلّ هذه الوجوه لا ترى يوم الاستقلال اللبناني بالزخم نفسه. حساباتها، بياناتها، تحرّكاتها تُسخّر من أجل التهنئة بالعيد السعودي.

ماذا بعد؟ لم تعد جلسات العلاقات العامة التي تدأب السفارة السعودية على تنظيمها دوريًا، بجمْع شخصيات بيروتية أو إعلامية أو غيرها، تستطيع إقناع الرأي العام بنوايا صافية لا تثير أيّ شُبهة. كلّ شيءٍ بهدف، كلّ تفصيلٍ بغاية. هذا هو ديدن السفارات فكيف اذا كان في لبنان. توجيه ألفيْ دعوة لحضور احتفال بعيد وطني خليجي ليس أمرًا منطقيًا. لقاءُ كلّ هذا العدد في المكان الذي اختارته السفارة في بيروت يدعو الى التعجّب والسؤال: لماذا هذه المبالغة؟ ولماذا كلّ هذا؟ هل بات لبنان مزرعةً سعودية أخرى؟ وكيف يتجرّأ رجال السفارة على تكرار معزوفة البلد محتلّ من حزب الله في ظلّ مشهد الانحلال هذا؟

بمعزلٍ عن النشاط الدبلوماسي السعودي وإقامته المناسبات على مدار السنة، تُشكّل اليوم “السفارات” معيار الوطنية في ببلد كلبنان. قُل لي الى أيّ سفارة تحجّ، أقُل لكَ أيُّ خادم أنت؟

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد