بعد ما ذكرناه في الجزء الاول عن اسباب عملية ميدون وكيفية التحضير والتخطيط لها، ينتقل الكاتبان الصهيونيان لعرض مجريات العملية بالتفصيل، وهو ما سنعرض عن ذكره هنا، لكننا سننتقل الى القسم الأخير حول الدروس التي يريان انه تم استخلاصها من تلك الواقعة.
فعلى صعيد حزب الله يزعمان أنه اكتسب دروسًا لا تزال واضحة في انشطته حتى الآن، ومنها:
- امتنع عن تأسيس قواعد العمليات في قرى غير مأهولة وبدأ العمل من قلب السكان المدنيين الشيعة في جنوب لبنان لتجنب تكرار تجربة ميدون.
- امتنع عن إنشاء مواقع أمامية مفتوحة ستكون هدفًا لهجوم جيش (العدو). ولا سيما عبر حفر الانفاق، وهذا ما جعل جيش (العدو) عاجزًا في حرب الـ96 عن تحقيق انجاز وبالتالي الاقرار بحق الحزب في القتال والرد على عملياته.
ويتابعان: “يمكن الافتراض أن المنظمة قد تعلمت الدرس من “عملية محددة الوزن” في بداية حرب لبنان الثانية، والتي خلالها دمر سلاح الجو “المعادي” جزءًا كبيرًا من ترسانة صواريخ حزب الله الطويلة والمتوسطة المدى. من الممكن أن تؤدي نتائج الدراسة إلى استخدام حزب الله لقدراته في استخدامه أو فقده، خوفًا من أن يدمره الجيش الإسرائيلي قبل أن يتمكن من تشغيله”.
ويصلان الى القول: “حتى الحرب في سوريا، عملت قوات حزب الله في مجموعات من 5-10 أشخاص قاتلوا بشكل مستقل وكانوا تابعين للقيادة العامة للمنظمة.
لم تعد المنظمة تضع أطرًا قتالية أكبر رغم انها باتت تشكل جيشًا حقيقيًّا. فمن منظمة تضم حوالي 1000 مقاتل في عام 2006، ارتفع عدد مقاتلي حزب الله إلى 20000، حوالي ربعهم خضعوا لتدريب متقدم في إيران. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت المنظمة نظامًا احتياطيًا من عدة عشرات من الآلاف”.
اما الدروس التي استخلصها جيش العدو فيزعم الكاتبان أنها لم تكن دون المستوى المطلوب حيث يريان أن جيش العدو استمر في استخدام التكتيكات ذاتها من كمائن وعبوات ضد الانشطة “المعادية” وهي ما استطاع حزب الله التأقلم معه.
وعند محاولة توغل أخرى باتجاه كفرا وياطر لتدمير منصات الكاتيوشا في العام 1992 (بعد اغتيال السيد عباس الموسوي) تعرضت القوة المتوغلة لخسائر، ومنذ ذلك الحين، وحتى الانسحاب من لبنان، امتنع الجيش “الصهيوني” عن القيام بعمليات برية في شكل “قانون ونظام”.
ولكن من ناحية أخرى يريان أن جيش العدو عزز قدراته في تنفيذ الانزالات لوحدات الكوماندوس خلف الخطوط “المعادية”، وذلك بتطوير وحدات خاصة لا سيما فرقة “ايغوز”.
ويريان أن جيش العدو “قوة صلبة” وبالتالي يصعب عليه التعامل مع “قوة مرنة” كتنظيمات حروب العصابات، ويستشهدان بمقولة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ: “إذا كان النمر في طريق الفيل، فسوف يدوسه الفيل بالتأكيد، لكن النمر لن يقف أبدًا، يختبئ في الأدغال ويهاجم الفيل ليلًا بعد الليل حتى ينهار الفيل”.
وينقلان قول رئيس الأركان الصهيوني، دان شومرون، في موجز لعملية “القانون والنظام”: “أرى قضية الحرب الشاملة على “الإرهاب”، من العمليات الصغيرة إلى عمليات كبيرة من هذا النوع، كأداة لإعداد الجيش للحرب”.
ويذكران قول الضابط أهارون هاليفا قائد احدى الفصائل المشاركة من إن الغارة على ميدون كانت فصلًا مهمًا في حياته العسكرية.
الملخص/الخاتمة (بحسب الكاتبين)
كانت الغارة على قرية ميدون واحدة من تلك العمليات الهجومية المعقدة التي تمكن قوات التخطيط والعمليات من اكتساب الخبرة واكتساب الثقة في قدرات وحداتهم ومزايا المعركة المشتركة. إن النضال والالتزام بالمهمة والقيادة والسعي من أجل الاتصال هما حجر الزاوية في هذه العملية وفي معارك أخرى أظهر فيها قادة جيش (العدو) مبادرة وجرأة، وكان من الصحيح أن الغارة على ميدون كانت ستدخل معركة تراث جيش (العدو).
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.