لم يكن قرار الأمين العام السيد حسن نصر الله حفظه الله مفاجئًا في صبيحة يوم العاشر من محرم الحرام ١٤٤٣ه، بل سبق ذلك تمهيد طويل وانتظار منه للحكومة اللبنانية التي احتلت قرارَها عوكر التي سقط برقعها وما ترفع من زيف شعارات أميركا المجد والقوانين وحقوق الإنسان والديمقراطية! قرار كان يعرف انه سيصل إليه لا محال بعد أن سد الجبناء آذانهم عن صرخات الفقراء والمساكين، وحبل مشنقة التجويع والتركيع يلتف حول اعناق الشعب اللبناني دون رحمة ودون إنسانية، حتى بلغ السيل الزبا وأصبح الصبر في قعر الكأس، ولا امل سوى التوكل على الله سبحانه وتعالى وعلى همم الغيارى ممن سيلتقون بالطبع مع ما نوه إليه سيد المقاومة قبل وقت من أننا في حال تغييب الحلول وفرض معادلة الجوع سيكون لنا رأي قد لا يعجب الكثيرين لكن يقينًا سيقف معه انقياء الضمير ومن في رؤوسهم حمية على ما يجري للفقراء ومن تكسرت النصال في قلوبهم لأنهم اهل حق وأهل قضية يشهد لها القاصي والداني.
فكان العاشر من محرم هو قرار حرب محسومة النصر دون السلاح الصلب، وقرار هدم وكر عوكر ومن اتخذوه كهفًا للمؤامرات التي بات يعرفها ويراها الاعشى! قرار العاشر هو قرار البقاء في معسكر الحسين مع ما قدم معسكر يزيد من اغواء واغراء محاولًا استمالة من يمثل عضدًا ومساعدًا للحسين بغية تركه وحيدًا. هنا استثمر سيد المقاومة المناسبة ليقول لن اتركك أيها الشعب اللبناني، المسيحي والدرزي والسني والشيعي ومن اتخذ من ارض لبنان مكانًا له. شعار صيحات أهل عاشوراء هو ذاته اتخذه سيد القرار “ما تركناك يا حسين” ذلك الموقف ذاته “ما تركتك يا لبنان”
خطوة حملت من الدلالات الكثير وسوف تغير معادلات أكثر، فبعد قرار وصول السفن الإيرانية وجعلها أرضًا لبنانية منذ تحركها هذا يعني أننا وصلنا منطقة الردع بكل جهوزية الخطط والاستعداد للفداء مع بيئة لن تخذل المقاومة ولو جاع لها طفل أو تضور لها شيخ كبير، لأننا ابناء عاشوراء وابناء رمضان والحق في ثنايا خيامنا.
*كاتب عراقي
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.