عنزة ولو طارت

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

مع اقتراب موعد المصادقة النهايئة لبنانيًا على اتفاق تحديد الحقول والمناطق الاقتصادية الخاصة بين لبنان وفلسطين المحتلة، يبدو أن هناك من يسارع الخطى نحو ضرب كل المنجرات التاريخية في هذا الملف. فبالرغم من الحسم السريع عمليًا بين لبنان والكيان، ورغم اعتراف قادة العدو نفسه بأن قوة المقاومة ومعادلاتها أجبرت العدو على الخضوع والتسليم بشروط لبنان، هناك في لبنان من يصر على فتح تحقيق في جدلية الدجاجة والبيضة باعتبار أن الغاز موجود اصلًا ولا فضل لمن سعى لضمان استخراجه من البحر.

يظهر جليًا امام ما تحقق لغاية الآن حجم الصدمة التي تعتري جزءًا من اللبنانيين الذين يحاولون أولًا سلب المقاومة حقها في دفعها مسار المفاوضات قدمًا وتحصين حقوق لبنان، وثانيًا يحاولون حتى الرمق الأخير منع الرئيس ميشال عون من تحقيق إنجاز وطني تاريخي حتى في أيام عهده الأخيره.

النكد السياسي في لبنان يتخطى حدود اللعبة السياسية حتى بات يهدد مستقبل أجيال ووطن بهدف تسجيل نقاط. عمومًا، ساعات تفصل لبنان اليوم عن موعد تاريخي ينتقل منه هذا البلد المتآكل الى مرحلة جديدة إنْ حسُنَ تدبيرها وإدارتها قد نكون أمام خروج من عنق الزجاجة، التي لطالما خنقت أحلام اللبنانيين على مدى سنوات طويلة.

ومع استمرار النكد السياسي لبعض الداخل مدعومًا ببعض الخارج، هل تشهد مرحلة ما بعد الرئيس عون انفراجات على شتى الصعد بحسب ما وعدت سفيرة الوصاية دورثي شيا؟ كيف ستدار الثروة النفطية في لبنان؟ ومن هي الجهة او الجهات الضامنة لعدم هدر المليارات مجددًا كما عهدنا؟ أسئلة ستجد حكمًا إجابات لها مع مرور الوقت. وكما كان الاعتماد على قوة المسيّرات لتحصين وتحصيل الحقوق، لا اعتماد إلا على قوة مماثلة لخلاص لبنان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد