يواصل الفريق التابع للسفارتين الأميركية والسعودية في لبنان ممارسة سياسة دفن الرأس في الرمال للتغطية على فشل كل رهاناته ربطًا بوظيفته على هامش المشروع الأميركي التخريبي في لبنان.
حالة من الصمت تبعها نكران للواقع حملتها الأيام الأخيرة لهذا الفريق، على متن بواخر فيول إيرانية تتحضّر للإبحار إلى لبنان لاستنقاذ شعبه من عتمة أمعن المسؤولون اللبنانيون في تكرسيها واقعًا أليمًا، إرضاءً للسفيرة الأميركية ونظيرها السعودي، ضاربين عرض الحائط بمصالح الشعب الذي نجحت الآلة الإعلامية الضخمة للسعودية وفريقها في لبنان، في غسل أدمغة قسم كبير منه، فحوّلت اليميني اللبناني الذي لطالما افتخر بفينيقيته وفرادته الثقافية، إلى وهّابي العقيدة السياسية والمصطلحات الإعلامية فضلًا عن الاداء.
إلا أن هذا الاداء العدائي السافر، وقف عاجزًا عن مواجهة حقيقة أن إيران أبلغت الوفد اللبناني في طهران موافقتها على “وهب” لبنان 600 ألف طن من الفيول على مدى 5 أشهر، بمعدل 120 ألف طن شهريًّا بحسب طلبات الجانب اللبناني. أكثر من ذلك، فإن المباحثات بين الجانبين لم تقتصر على الفيول بل تخطتها إلى تطويرِ مشاريعِ نقلِ الكهرباء وتوزيعها، وتحديث المصافي النفطية ونقل المعرفة والاستثمار في مشاريع التوريد ومساعدةِ اللبنانيين على تعدد مصادر الطاقة، بحسب ما نقلته قناة المنار. وأمام هذه الحقيقة، يبقى “النكد” اللبناني الذي يشتهر به سياسيون كثر وعلى رأسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بابًا يمكن من خلاله تعطيل الهبة الإيرانية، بفعل اتصال أميركي أو زيارة للسفير السعودي.
وفيما يواصل هذا الفريق حصد خيباته بصمت تفرضه جولات السفير السعودي وأمواله، غاضًّا النظر عن هتك السيادة اللبنانية بفعل التدخل السعودي الفاضح في الاستحقاقات الدستورية اللبنانية وآخرها الاستحقاق الرئاسي، يتحضّر هذا الفريق لتلقي ضربة جديدة في ملف ترسيم الحدود اللبنانية البحرية مع فلسطين المحتلة، بعدما نجحت المقاومة في فرض هوامش وحدود عطّلت بموجبها التهاون الرسمي اللبناني والمماطلة الإسرائيلية – الأميركية كسبًا للوقت، وثبّتت حق لبنان في المساحة والسيادة وأعمال التنقيب والاستخراج.
رئيس وزراء العدو السابق بنيامين نتنياهو، اتهم رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد، بـ”الخضوع لحزب الله والإذعان إليه”، وبالتنازل عن الغاز للبنان، في إشارة واضحة على “الحنق” الصهيوني من المقاومة وادائها في هذا الملف.
لن يكون نتنياهو الحانق الوحيد. هناك في لبنان حانقون كثر، سيعملون في الفترة المقبلة على التقليل من أهمية إنجاز المقاومة الجديد، والذي إنْ تحقق فهو سيكون مساويًا في تداعياته ونتائجه لانتصارَي أيار 2000 وتموز 2006. غير أن المقاومة ماضية بثبات في حفظ مصالح لبنان بعيدًا عن الشعبوية وزواريب السياسية الداخلية، إذ لا يضرّ السحاب نبح الكلاب.
التعليقات مغلقة.