أشواط إضافية تنتظر إعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب، إذ إنه وعلى العكس مما يشاع من تفاؤل بين فينة وأخرى لا تبدو مهمة إعادة إحياء الاتفاق سهلة. فالبرغم من الحاجة الأوروبية الجامحة للاستفادة من السوق الإيرانية في شقيها النفطي والصناعي، وسعي إيران لإعادة الانتعاش المالي لاقتصادها، تبقى المعضلة الأكبر عند الجانب الأميركي، حيث تظهر عقبات كبرى أمام الرئيس بايدن تصعب من مهمته، الأولى داخلية وتتعلق بسعي مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الأميركي الى تعطيل الاتفاق، والثانية موقف الكيان الإسرائيلي الذي لم يغيّب رفضه الشرس لأي اتفاق ممكن مع إيران. عليه ربما تعود فيينا الى الواجهة خلال الساعات المقبلة لمزيد من “الدرس” والتمحيص بانتظار تطورات العالم والإقليم.
بالمقابل لا تبدو الأمور أكثر وضوحًا في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان المؤقت، ومع اقتراب شهر الحسم في أيلول يرتفع منسوب التوتر دون ظهور مؤشرات جدية على قرب “معركة” بحرية في ظل ضياع الطبقة السياسية في الكيان بفعل المشهد السياسي وقرب موعد الانتخابات المبكرة وتأثرها بنتائج ملف الترسيم، رغم ما يحاول الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين إشاعته من أجواء إيجابية قولًا لا فعلًا، على غرار ما كنا نشهده مع الرئيس ميقاتي بإيجابيته غير المقرونة بالأفعال في ملف تشكيل الحومة.
المشهد العام يؤكد اقتراب الملفات كلها من موعد الحسم لكنه في الوقت عينه يبقي الاحتمالات كلها مفتوحة بنسب متقاربة بين تسويات كبرى أو مزيد من التأزم وربما الاحتكاك المباشر.
التعليقات مغلقة.