وعادت، بعدما عزّزت معادلات الردع، وافتتحت خطًا مباشرًا إلى عمق فلسطين المحتلة على متن مسيّرات الحسّان وإخوانه.
هي صفعة جديدة، توجهها المقاومة إلى العدو الصهيوني، المستنفر قواته على وقع مناورات لا تنتهي. اليوم، توغّلت “حسان” بعمق 70 كلم شمال فلسطين المحتلة، وحلّقت لأربعين دقيقة متجاوزة كل إجراءات العدو وجهوده الأرضية والجوية، وانجزت مهمة استطلاع وتصوير، والأهم فتحت صفحة ردع جديدة، وعادت من دون أن تؤثر على حركتها كل إجراءات العدو.
الرسالة المسيّرة يفهمها العدو جيدًا، وهي التي أتت بعد ساعات على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي رسم الخطوط العريضة لمرحلة ما بعد خطاب 16 شباط 2022.
قوة الرسالة تكمن في كونها أتت في ذروة الاستعداد الصهيوني، على حدّ إعلان جيشه المحتل. والقلق الإسرائيلي مكمنه في أن الرسالة تعني، من ضمن ما تعنيه، أن المقاومة دشّنت مرحلة “حرب المسيّرات”، التي يعرف قادة العدو الأمنيون والعسكريون ما تعنيه، خصوصًا وأن تجربة المسيّرات الناجحة التي خاضتها المقاومة في مواجهة العدو التكفيري في سوريا والعراق، تعمّق الصهاينة في دراستها واستخلصوا المُقلق من العبر منها. وهي مرحلة كان السيد حسن نصر الله مهّد لها، بإعلانه تفعيل الدفاع الجوي الخاص بالمسيّرات تحديدًا، مرفقًا إيّاه بإعلان آخر عن أن المقاومة باتت تصنّع المسيّرات على أنواعها، بأيدٍ وعقول لبنانية خالصة.
إذًا، هي رسالة ومعادلة في آن، أقلقت العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة، وأثارت حنق أتباع مشروعه في لبنان. إلا أن الثابت بعد كل هذه التطورات أن المقاومة، التي يتوهّم الأميركيون والإسرائيليون وأتباعهم من العرب، أنهم يشاغلونها في الداخل، قادرة على مجاراة استحقاقات الداخل، واستكمال رسم معادلات الردع بأيوب وحسّان، وما خفي أعظم.
التعليقات مغلقة.