هيئة التحرير |
من ينظر إلى التراشق الخطابي المستجد بين الرئاستين الاولى والثانية يخرج باستنتاج واحد مفاده أن لا حكومة في القريب العاجل على رغم كل المحاولات التي لازالت قائمة على هذا الخط حتى هذه الساعة.
لغة مستجدة من عين التينة لم يسمع اللبنانيون بها من قبل خصوصًا وأنها موجهة الى موقع رسمي يمثل الموقع الأول في البلد، لطالما سعى بري الى حفظه كما سائر المواقع. هذا إن دل على شيء فيدل على حجم اللاثقة الآخذة بالاتساع والظهور إلى العلن بين كل من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي.
فالذي يقرأ البيانات المتقابلة يعتقد للحظة أنها بين طرفي أزمة تشكيل الحكومة، لا بين طرف ووسيط وصاحب المبادرة. من المؤكد أن الود المفقود بين الرجلين ليس وليد أزمة حكومية أو غيرها، إنما هو نتيجة مسار رؤيوي للبلد وطريقة السياسة فيه منذ سنين طويلة. قد يظن البعض أن سعد الحريري هو الرابح الأكبر بعد جولة البيانات بين عون وبري، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا، فالحريري لن يستطيع التأليف من دون موافقة عون، ولن يستطيع الإعتذار من دون موافقة بري، وأقصى ما يمكن فعله هو استمراره في المراوحة بانتظار الضوء الأخضر السعودي الذي لن يأتي.
وتأتي حرب البيانات بين بعبدا وعين التنية عشية إضراب تصاعدي وتصعيدي يقوم به الإتحاد العمالي العام. وإذا كان هدف الإضراب المعلن من قبل الاتحاد العمالي العام “استكمال الضغط تحت شعار الإسراع وعدم التلكؤ في تأليف حكومة انقاذ وطني وإسقاط جميع الذرائع الواهية والحسابات الحزبية والسياسية في حين تغرق البلاد كل يوم في مشكلة ومأساة جديدة”. يصبح السؤال “اضراب مَن ضدَّ مَن؟” مشروعاً، خصوصاً بعدما أعلنت معظم القوى من سياسيين وأحزاب وحتى جمعية المصارف المشاركة فيه.
فهل يتحول إضراب الغد إلى فرصة سانحة للقوى المشارِكة فيه والراعية له لتسجيل الأهداف السياسية وإرسال الرسائل الساخنة أحادية الاتجاه؟
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.