“حلّوا” عن دولارات حزب الله

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

يومًا بعد آخر يصبح الحديث عن دولارات شباب حزب الله تافهًا و”بايخًا”، لا سيما حين يتحدث عنه الناشطون أنصار الأحزاب والشخصيات التي نهشت لحم اقتصاد البلد وساهمت في إفلاسه.

لذلك، لا بد من تقديم بعض الملاحظات حول الموضوع، مساهمةً في رد الكلام عن شباب حزب الله، وهذا أقل الواجب أمام الذين ضحوا لأجلنا بكل شيء.

لم يسرق حزب الله دولارات شبابه من خزينة الدولة ولا من سيطرته على إداراتها أو أملاكها البحرية أو البرية، ولم تقدم الدولة هذه الدولارات للحزب كبدل حماية لها من العدو أو كحصة للحزب من الحصص الموزعة على الآخرين في بعض المناسبات، وبالتالي لم يأخذ الحزب هذه الدولارات من جيوب الناس والضرائب المباشرة وغير المباشرة التي يقدمونها للدولة.

بالمقابل، تساعد رواتب شباب حزب الله في تحريك عجلة اقتصاد الدولة، ونتذكر هنا مقولة للشخص الذي كان المؤسس لخراب لبنان قبل أن يتولى خلفاؤه المخربون الاقتصاديون المهمة عنه، يومها رفيق الحريري للسيد حسن نصر الله إنه لولا دولارات حزب الله لكان لبنان في وضع اقتصادي سيئ. قال رفيق الحريري هذا يوم كان اقتصاد لبنان ممتازًا نسبةً لما هو الوضع عليه اليوم، ويوم كان عديد شباب حزب الله قليلًا نسبة لما هو عليه اليوم، فهل فكرتم قليلًا في حال لبنان لولا دولارات حزب الله المتداولة في السوق وبين الناس؟ يا جماعة، افرضوا أن حزب الله يسرق المال من إيران ولا تهبه إيران إياه، افرضوا أنه يسرقه من بلاد يأجوح ومأجوج، ما الضرر الذي يصيبكم من هذا المال؟

أما فائدة دولارات حزب الله على لبنان فمنها أن دولارات الشاب في الحزب تساهم في مساعدة أقاربه، بعد أن كان أبوه يرسل إليه تنكة الزيت ومونة الصيف مساعدةً للشاب لأن راتبه لا يكفيه إيجار منزل ومصاريف طعام وملبس لعائلته، وبعد أن كان أخوه المغترب يرسل إليه في بعض الاحيان بعض المال لمساعدته، فاليوم الشاب يساعد أباه، وقد يتصدق ببعض المال لبعض العائلات “المستورة”، فيقوم هنا مقام الدولة المقصرة في حق جميع المواطنين لا سيما “المستورين” منهم.

كما أن “ابن” الحزب يشتري من دكان الحي، ومطعم الحي، ومحلات المدينة أو القرية، فهو اليوم أقدر من غيره على تحمل أسعار المطاعم ومحلات الألبسة وغيرها، فيساعد في حركة المدينة أو القرية اقتصاديًا ويقلل من عدد المحلات والمطاعم التي تلجأ إلى الإقفال بسبب الوضع الاقتصادي. و”ابن” الحزب يساهم أيضًا في دعم الحركة الاقتصادية حتى في المناطق التي لا وجود فيها للحزب، حين يذهبون لشراء بعض البضائع من هذه المناطق.

وللعلم، فلا يتصور أحد أن شباب حزب الله ينعمون بالدولارات التي هي رواتبهم، فما زال كثيرون يسددون ما عليهم من قروض داخلية للحزب، أو للقرض الحسن، أو لجهات أو أشخاص آخرين.

نحتاج إلى بعض التعقل قبل الكلام، ونحتاج إلى تشغيل تفكيرنا قبل الانقياد الأعمى لكلام الآخرين، فلا ينقص هذا البلد مشاكل واختلافات. فكروا بالمجرمين الحقيقيين، الذين حرموكم حتى من رغيف الخبز، أما حزب الله وشبابه فدعوهم في همهم الكبير، هم حفظ الوطن من العدو والإرهاب، و”حلوا عنهم” ولو قليلًا.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد