استُشهد الشيخ الأسير خضر عدنان، بعد مسيرة حافلة بالمقاومة ومقارعة الاحتلال، ومثله لا تُختتم مسيرته إلا شهيدًا. استُشهد عن عمر يناهز 44 عامًا بعدما خاض معركة إضراب عن الطعام استمرت 86 يومًا رفضًا لاعتقاله، إذ احتجز على مدار الفترة الماضية في زنزانة في عيادة سجن الرملة.
لكن شهادة الشيخ خضر تحمل في طياتها الكثير من الرسائل الإسرائيلية لمَن خلف الشيخ من قوى وفصائل وحركات وحتى أفراد آمنوا بنهجه وساروا عليه.
يعتقد السجّان الصهيوني أنه بإمعانه في سجن الرموز المقاومين وقتلهم خلف القضبان، يكون قد تخلّص منهم أولًا، وبثّ الخوف واليأس في نفوس من هم خارج القضبان ثانيًا. لكنها المعادلة الإلهية العصية على فهم الصهاينة والتي تقول إن الشهادة ولّادة، وإن غاب رمز سيظهر العشرات غيره. هذه المعادلة هي الحاكمة في فلسطين ولبنان غيرهما من ساحات المحور، بعد الشهيد السيد عباس الموسوي وبعد الشهيد الحاج عماد مغنية وبعد الشهيد الشيخ راغب حرب وبعد الشهيد فتحي الشقاقي وبعد الشيخ أحمد ياسين، وبعد وبعد.. بقيت المقاومة بل صارت أقوى إذ ارتَوَت بدم الشهادة.
والحال هذه في فلسطين اليوم، حيث يؤمن المقاومون بأن استشهاد الشيخ خضر عدنان لن يمرّ دون رد، وأن المقاومة في وجه الاحتلال ستتواصل بكل قوة وإصرار، فدماء الشهيد خضر عدنان ستكون وقودًا لتصعيد الفعل الثوري والمقاوم ضد الاحتلال.
ويعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية الشيخ الشهيد خضر عدنان، من أبرز الداعمين والمساهمين في استنهاض حالة المقاومة في الضفة، لذلك حاول الاحتلال بشتّى الطرق التخلّص منه، لأنه كان واحدًا من الذين فتحوا طريقًا عريضًا لكل الذين ينشدون الحرية في فلسطين والعالم.
ويأتي الإعلان عن استشهاد الأسير خضر عدنان، المُضرب عن الطعام منذ نحو 3 أشهر احتجاجا على اعتقاله، بعد يومين من رفض المحكمة الإسرائيلية العسكرية في سجن عوفر الإفراج عنه.
والشيخ الشهيد من سكان بلدة عرابة في جنين (شمالي الضفة الغربية)، متزوج ولديه 9 أبناء (5 ذكور و4 إناث، أكبرهم 14 عاماً، وأصغرهم أقل من عامين)، واعتقل نحو 12 مرة، وقضى في سجون الاحتلال نحو 8 سنوات، خاض خلالها 6 إضرابات عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله وتعرضه لإجراءات تعسفية داخل المعتقل.
التعليقات مغلقة.