السويداء.. بين الانجراف والتعمية

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

محمود موالدي* – خاص الناشر |

في ظل الحرب المتعددة المشينة على سورية الوطن والشعب والدولة والمؤسسات، تتواتر أخبار محزنة تلامس جدار الفؤاد الوطني وتدمي قلوب الوطنيين الشرفاء، إنها السويداء سور سورية المنيع غير قابل للتذويب الطائفي ولا العرقي، من أبنائها عمائم العز الوطني محاربي الاستعمار ومفجري الثورة السورية الكبرى ضد صنوف الانتداب والوصاية الاستعمارية، فماذا حصل فيها؟ ولماذا شهدت هذه المحافظة حالة شاذة خارجة عن ضوابطها الوطنية وسماتها الأخلاقية وخطوط ثوابتها؟

بعيدًا عن التوصيف السردي للأحداث وبنظرة وطنية ثلاثية الأبعاد تعتمد الثوابت المقدسة لكل مواطن سوري شريف يؤمن بسورية الأم والوطن، التي تتجسد بالمؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة والعلم الوطني، دون ذلك قابل للنقاش على قاعدة الاختلاف لا الخلاف موصولًا بهدف واحد أوحد هو بناء الوطن وحماية مقدراته. لقد نفذت لمجتمعنا عناصر هدامة تعمل من خلال أوامر تابعة لنبض طائفي مثبط للعزيمة الوطنية قائمة بنطق مناطقي صديق. كل ذلك مرهون بهواجس الغير، فالسويداء هي المحافظة السورية الوحيدة الحاصلة على امتياز وطني من رئاسة الجمهورية في ما يخص خدمة العلم لأبنائها ووفرة الخدمات وتواجد المواد البترولية بأكثر من عدة محافظات متشابهة بالحجم وعدد السكان وانخفاض مستوى تقنين الطاقة، لكنها المحافظة الوحيدة بذات مكون واحد ومفتوح لعدة مرجعيات. وهنا كسوريين حقنا أن نفهم من يعبث بأبناء السويداء؟ ومن هو صاحب اليد السوداء المحركة للشغب؟

إنها الذراع الجنبلاطية الخارجة من قفة الاندماج الوطني والمسكوبة بقوالب التعليب الطائفي. إنه شغب وتخريب مكشوف وليس حراكًا للكرامة، فإذا كانت مشكلات خدمية وأداء حكومي وتقصير وظيفي فهل المعالجة تكون بحرق المؤسسات وتخريب المكتسبات وتجريد السلطة التنفيذية من وسائلها الخدمية؟ إن كل تخريب بعيد كل البعد عن ثقافة أبناء السويداء وتعاليم الشرفاء من أبناء سلطان باشا الأطرش، ولسد كل الثغرات وكي لا يتكرر ذلك في مختلف المناطق على مساحة الوطن من هنا كانت دعوة سابقة لنا لضرورة تفعيل عقد اجتماعي جديد تفصل فيه السلطات وتحدد فيه المبادئ ما فوق الدستور وتفعيل السلطة التشريعية من خلال الرقابة الشعبية والتفكير بغير العقلية الأمنية ليكون دور الأحزاب السياسية مدارس اجتماعية تعمل على التوعية ضمن المساحة الوطنية.

في الختام تحية لأبطال جيشنا الباسل وتحية لأروح شهداء الواجب
وستبقى سورية الأم والروح النابضة.

*كاتب سوري

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد