على مقربة من أيلول، وفي ظل الأزمة المعيشية التي تثبت في كلّ يوم إمكانية تردّيها أكثر، وتطحن في مسارها المتسارع نحو الهاوية عائلات ومرضى وموظفين، عين الناس لا تفارق الأمل الوحيد المتاح، استخراج النفط والغاز من البحر.
هذا الأمل المولود من ورقة القوّة التي فرضتها المقاومة، يضع الصهاينة اليوم ليس فقط على اجر ونص، بل يدفعهم وهم بهذه الوضعية إلى الاستدارة مرارًا حول أنفسهم، بل ومحادثتها أحيانًا.
وفي حين يجري الحديث عن جهوزية اتفاقية في ملف ترسيم الحدود البحرية قد يتمّ توقيعها في الأسبوع المقبل، تحدثّت القناة ١٢ العبرية عن “مخاوف في المنظومة الأمنية من استفزاز حزب الله واحتمال تنفيذ هجوم في أي لحظة قبل توقيع الاتفاق”، فيما نقلت القناة ٧ تفاصيل جولة رئيس الكنيست على الحدود اللبنانية والتي حاول من خلالها تدعيم أعصاب جيشه المتهاوية قرب الحدود فتحدّث عن أن لديه ” انطباعًا بأنّ الجيش مستعدّ للسيناريوهات المختلفة” على سبيل الدعم المعنوي من دون أن ينسى ذكر أهمية حسم مسألة الحدود البحرية.
وفيما العدو يهدّد علانية وبصوت متلعثم مفضوح بجبنه ويستجدي اتفاقًا يحفظ ماء وجهه ككيان قوي لا يُهدّد، تصرّ أطراف لبنانية، بشكل مذهل، على دعمه معنويًا عبر التقليل تارة من أهمية ومن حاجة لبنان لحفظ ولاستخراج ثرواته النفطية، وطورًا عبر إحكام الخناق على الناس كي يحقّقوا أعلى نتيجة ممكنة من الضغط عليهم لتحريضهم ضدّ حزب الله.
على صعيد آخر، وفي إطار احتفالية “الأربعون ربيعًا”، يتحضّر جمهور المقاومة للمشاركة مساء اليوم في الفعالية الثقافية الفنية التي يقيمها حزب الله في باحة عاشوراء والتي تتخلّلها عروض تستعيد مسيرة أربعين عامًا من الجهاد ومن المحطات المضيئة، ومن الشهادة، قبل أن يلقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطابًا في المناسبة.
التعليقات مغلقة.