سارعت الحكومة اللبنانية الموقرة إلى إصدار بيان تبرّؤ واستنكار لعملية صنع الردع البحري التي نفذتها المقاومة فوق حقل كاريش المحتل.
تذرّع نجيب ميقاتي ومعه عبد الله بوحبيب، بأن المفاوضات الجارية بمساع من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين “بلغت مراحل متقدمة”، ولكي لا ينزعج خاطر هوكشتين، رأى رئيس الحكومة ووزير خارجيته معه أن “أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة غير مقبول”.
حسنًا، إذا كانت هذه هي القاعدة، فإن التحرير عام 2000 غير مقبول، وانتصار تموز غير مقبول، وتحرير الجرود غير مقبول، ومعادلات الردع مع الصهاينة في البر والجو غير مقبولة. باختصار، الكرامة الوطنية غير مقبولة بالنسبة لفريق وأشخاص رهنوا البلد وكرامته وكرامتهم لرضى العم سام، والأم الحنون، ولكل من أخذ أمهم فسمّوه عمّهم.
قد نتفهّم حاجة رجال دولة من صنف ميقاتي وبوحبيب وغيرهما، الذين ابتلي بهم لبنان، إلى النأي بأنفسهم عمّا يزعج الأميركي، فهم من الأساس لم يكونوا يومًا دعاة صيانة للكرامة الوطنية، بل يعملون لأجل حساباتهم البنكية على حساب البلد وأهله، لكننا لا نتفّهم هذا الانبطاح و”التمعمل” تحت أقدام كل من هبّ ودبّ، و”آخر همهم” المصلحة الوطنية..
على أي حال، ستبقى المقاومة وحدها رمز عزة هذا البلد وكرامته، وسيبقى الشعب واثقًا بها وبحماتها وبقدرتها على حفظ حقوقها، وندعو لها التوفيق في معركتها الصامته ضد زحّافي الداخل، وهي معركة شرسة وصعبة ومتشعّبة، عسى الله أن يكتب لهم على يديها شوية كرامة بس!
التعليقات مغلقة.