يعتبر العربان أن شروطهم هي المعيار لتحديد ما إذا كان لبنان بلدًا عربيًّا أو لا، وهي ليست سوى سلّة الشروط الصهيونية التي تريد تحويل كل أرض تقاوم إلى أرض مطبّعة.
هذه الشروط التي بذل الصهيوني كلّ ما باستطاعته لتحقيقها وفشل، ترتدي في هذا الزمن “دشداشة” أعرابية وتأتي بكلّ بقع التطبيع الظاهرة عليها فتنصب نفسها قاضيًا يحكم في عروبة البلد الذي هزم الصهاينة وصان الشرف العربي من “بابه لمحرابه”.
المضحك في الأمر أن هذا الجمع الغارق في التصهين إلى أذنيه يعرف جيّدًا أنّ في لبنان فئة لن تتصهين، ولن تخضع للصهاينة تحت أيّ ضغط.. هم يعلمون ذلك وهدفهم من هذه الشروط، التي يعرفون أن لا إمكانية لتحقيقها، هو عزل كلّ البيئة المقاومة وتصويرها كفئة خارجة على “الإجماع” العربي.
هذا الإجماع الذي يعتدي على اليمن قتلًا وحصارًا، والذي حاول إحراق سوريا لأنها حصن العروبة والمقاومة، والذي عادى جمال عبد الناصر قبل ذلك لأنه سعى إلى وحدة عربية تعادي الصهاينة، والذي تخلّى عن فلسطين وخذلها في كلّ مرّة ادّعى فيها أنّه السند، والذي يرتمي في الحضن “الإسرائيلي”، بل ويستخدم علاقاته الخيانية لبثّ الإرهاب والترهيب، يقف اليوم هذا الإجماع ليهدّد بطرد لبنان من حضن العروبة.
لا تمتلك هذه الفرقة الركيكة الشجاعة الكافية للتصريح بكونها أداة “صهيونية” لا تملك نفسها وتتحرّك وفقًا للروزنامة الواردة في عقود الاستثمار الوسخ الذي يربطها بالكيان العدو. فهي حشد من منبطحين جبناء يعيبهم ويفزعهم أن ثمّة شرفاء لا ترتضي كراماتهم التلوث بما لوّثوا به أنفسهم في مستنقعات الخيانة العتيقة، يحاولون فرض الشروط “الإسرائيلية” على لبنان ومقاومته، ثمّ يسمّونها معيارًا لاستحقاق الحضن العربي.
هذا الحضن المسمّى بالعربي هو في الواقع حضن “إسرائيلي” ارتمى فيه الخليجيون، غير مأسوف عليهم، وهو بالطبع لن يكون وجهة للبنان تحت أيّ ظرف من الظروف. وتشهد كل مسيرة المقاومة على أن هذا الخضوع ليس احتمالًا ولا خيارًا.
فلينتظر العربان ما شاؤوا، وليطردونا من جمعهم الذي لا يشرّف أحدًا، وليعرفوا أنّ الصغير فينا يمتلك من الشرف ما يكفي لتوزيع الشهادات بالوطنية وبالقومية وبالانتماء، فما بالكم بالكبار، الكبار الذين هزموا معلّميهم ووضعوا المعايير الأعلى للإنسانية التي تنتصر على كلّ ظلم، سواء نطق بالعربية أو بالعبرية.
التعليقات مغلقة.