فيما يجتهد “لبنان الرسمي” لتظهير البلد منبطحًا على بلاط بني سعود، كانت الضاحية بالأمس على موعد جميل مع الحريّة، مع السّيادة، مع كلمة الحقّ بوجه السلطان الجائر، مع لقاء المعارضة في الجزيرة العربية في الذكرى السادسة لاستشهاد الشيخ نمر النمر. وكعادتها، تألّقت ضاحية الشهداء، مدينة حرّة وكريمة ولا تخشى في الحقّ لومة لائم.
عشيّة الذكرى، كما في كلّ أيّام “الغضب السعودي” على لبنان المقاومة، سعى الفريق السعودي في البلد لمحاصرة كلّ كلمة حقّ تصدر ضد سلطانهم، بل لمصادرة كلّ رأي موضوعيّ لا يعجب البلاط الملكي في الرياض. وأكثر من ذلك، يصرّ هؤلاء على تجاهل العدوان الوحشي والمتواصل على اليمن، ويدينون فعل مقاومته، ويتسابقون إلى إدانة اليمنيين في دفاعهم عن أنفسهم.
بحجّة الحرص على الودّ العربيّ، وكأن قصر سلمان هو دائرة تسجيل النفوس العربية، وكأن اليمن العزيز ليس بلدًا عربيًّا، يدّعي هؤلاء حيادًا بين القاتل والمقتول، ويبدعون في حيادهم حدّ نظم المديح الرخيص بالقاتل.
لهؤلاء حساباتهم، وللأحرار في كلّ البلاد حسابات أخرى. ولهذا جمع الملتقى في الضاحية بالأمس أحرارًا تداعوا إلى مؤتمر يسمّي القاتل دون خوف أو مداراة، ويناصر المظلوم دون شروط أو مصلحة.
حضرت صوَر الشهيد الشيخ نمر باقر النمر إلى شوارع الضاحية وبيوتها، ومعها تحوّلت سيرته إلى مناسبة للتذكير بمظلوميته ومظلومية الأحرار في الجزيرة العربية، وكذلك بالإرهاب السعوديّ العابر للحدود وللدول والحائز على مصادقة كل قوى الشرّ في العالم.
قالت الضاحية بالأمس موقف لبنان المقاومة، لبنان الذي لا يخاف الذيل السعودي ولا الرأس الأميركي، والحريص على كرامته وسيادته بمواجهة كلّ مفاعيل الغضب السعوديّ على البلد.
التعليقات مغلقة.