لا يزال وزير الإعلام وكلامه عن عبثية الحرب على اليمن حديث الساعة، ولا يزال المنتظرون لاستقالته من الحكومة منتظرين، مع انقسام الرأي العام اللبناني والعربي، كالعادة، بين مطالب بإقالته كونه “تجرأ” على مملكة آل سعود، بزعمهم، في زمن قلّ فيه الناطقون بالحقيقة غير المستزلمين لأنظمة التخلف والظلم والإعدامات في الخليج، وبين مكبِر موقف الوزير قرداحي برفض الاعتذار عما صدر عنه، لا سيما أن كلامه كان قبل توليه المنصب الرسمي في الدولة اللبنانية، داعين إياه إلى عدم الاستقالة من الحكومة.
وقد رد أهل اليمن، الأوفياء كعادتهم، على كلام الوزير قرداحي المؤيد لهم واصفًا الحرب على اليمن بالعبثية، وعلى الحملة الخبيثة عليه، بأن أطلقوا اسمه على شارع في العاصمة صنعاء كان يحمل اسم الرياض، في خطوة لافتة منهم، جاءت “ضربة معلم” بتحويل الاسم من عاصمة العدوان على اليمن وأهله إلى اسم رجل كبير صرّح ببعض بعض الحقيقة حول ما يجري على اليمن من عدوان وإرهاب، كما رفعوا له صورة ضخمة تضامنًا معه بعد الهجوم الشرس والوقح من الأبواق السياسية والإعلامية والفنية الخليجية والعربية واللبنانية، التي تطاولت عليه.
سبق إطلاق الاسم ولحقه مواقف وكلمات لسياسيين ومثقفين يمنيين أشادوا بالوزير قرداحي وشكروه واستنكروا ما تعرض له من حقد الإعلام المرتزق، بينما في لبنان، وطنه، تبارى عشرات الإعلاميين والفنانين، من المقيمين في لبنان ومن أصحاب الإقامات الذهبية وغير الذهبية في الإمارات، في مهاجمة قرداحي، حتى وصل الأمر بهم إلى تحريض ممكلة آل سعود على ابنة القرداحي التي تعمل في قناة MBC لطردها من القناة.
قد يستقيل الوزير قرداحي، وقد يقال، وقد يمارس مهامه الوزارية إلى نهاية عهد الحكومة الحالية، لا نعلم ماذا سيكون الوضع في قادم الأيام، لكن الأمر المؤكد أن الوزير قرداحي ربح ما هو أهم من الوزارة وكل المناصب السياسية، لقد ربح محبة ملايين اليمن، ملايين الأوفياء الشرفاء العرب الأقحاح، وهذا شرف ما بعده شرف.
التعليقات مغلقة.