فجأة، يُسحب تصريح للإعلامي جورج قرداحي، يتحدث فيه عن الحرب في اليمن، يقول إنها عبثية، وقال إن لليمنيين الحق في الدفاع عن النفس. يسحب التصريح ويرمى في الساحة، وتفتعل منه الرياض ازمة مع لبنان، واستدعت السفير واحتجت، وحرضت دول مجلي التعاون، فكانت الكويت اول الملبين احتجاجا، ثم البحرين التي استدعت السفير اللبناني.
وكان تصريح قرداحي قد أتى في مقابلة أجريت معه قبل أن يسمى وزيرًا للإعلام في لبنان.
الخطوة السعودية، غير الجديدة، في افتعال ازمات تخدمها مباشرة او تخدم وكلاءها، ليست جديدة، لطالما طبخت ذات “الطبخة”.
ما حصل يشير بوضوح إلى اهداف داخل لبنان، فلا يمكن وضع هكذا خطوة في سياق تجاذبات او تصعيد مع دولة إقليمية محددة، كما لمّح البعض، إنما تأتي الخطوة على خلفية استدعاء المدبر لجريمة الطيونة، والذي رفض الخضوع للتحقيق.
سبق خطوة الرياض تجاه لبنان، تجنيد قوى سياسية وشخصيات وإعلاميين ونشطاء، للدفاع عما فعلته القوات اللبنانية في الطيونة.
كل ذلك لم يفلح في منع اصرار الجهات المختصة على حضور سمير جعجع الى التحقيق.
ومع ما اثير، اندفع البطريرك الراعي الى تقديم مبادرة تسوويّة، يبدو انها طرحت ميتة، فلا جهة من الجهات التي اطلق عليها الرصاص بوارد المساومة على الدم، وهذا ما سمعه البطرك.
وعليه يأتي التوتير السعودي مع لبنان، ليؤكد انكشاف مخطط يحضر، بل حضّر، له سعوديًا بمباركة اميركية واضحة للدفع نحو توترات امنية في لبنان.
باتت صورة الخطوة السعودية المفتعلة واضحة الأهداف، التي يصعب عليها التحقق، اقله بشكل كلي. ربما تصيب الخطوة الانفعالية السعودية الحكومة اللبنانية، التي يعرف المطلعون على تشكيلها، انها لم تحظَ بمباركة الرياض، ما اعتبرته الأخيرة نكسة لها.
في المحصلة، تجب الإشارة الى ان رد وزير الاعلام اللبناني على الحملة، من بوابة السيادة الوطنية، ورفضه تقديم اعتذار، يسجل ضمن خانة التصرف المسؤول، الذي قد يشكل مقدمة لإغلاق أبعض أبواب الاملاءات الخارجية التي تستجيب لها، للاسف، قوى اساسية في لبنان.
أما عن تطورات الأزمة المفتعلة، فستترك للأيام المقبلة، خاصة أن السقوف الممنوحة أميركيًا لبعض الدول الاقليمية ليست عالية بما يكفي لقطع علاقات في الوقت الراهن.
التعليقات مغلقة.