رغم كل ما حملته زيارة الوسيط الأميركي-الاسرائيلي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية عاموس هوكستين من رفضٍ شعبي إلا أن الدلالات السياسية وما تبعها من معطيات تؤكد عزم الادارة الاميركية على انهاء هذا الملف قبيل الانتخابات النيابية.
وبالرغم من السقف العالي للشروط الذي تحدث به هوكستين، الا أن حركته على خطوط الرئاسات الثلاثة فتحت أفقًا للوصول الى ارضية مشتركة ينتقل به الوسيط الى تل أبيب، وأبرزها المتعلق بشكل استكمال المفاوضات، اذ وبحسب المعطيات، فإن الرئيسين بري وميقاتي أبديا رغبتهما باستكمال المفاوضات غير المباشرة كما بدأت العام الفائت. أما رئيس الجمهورية ميشال عون فقد أعلن موافقته على تعديل شكل التفاوض ليصبح على عاتق الوسيط الذي سيتنقل بين بيروت و”تل ابيب” لغاية الوصول الى اتفاق.
في المضمون، فقد بات واضحًا أن خلافًا عاموديًا يحكم وجهات النظر بين الرئاستين الاولى والثانية. فبحسب المعطيات، أبدى الرئيس بري لهوكستين تمسكه باتفاق الاطار والعودة إلى ما وصلت اليه مفاوضات الناقورة انطلاقًا من الخط ٢٣، فيما يتمسك الرئيس عون باعتبار كامل حقل قانا من الغاز في البلوك رقم ٩ من الحقوق اللبنانية لما لتأثير لصخرة تخيليت التي أعلن عنها وفد المؤسسة العسكرية قبل أن تتوقف المفاوضات غير المباشرة.
وفيما أن الثابت الوحيد أصبح تراجع الجانب اللبناني عن الخط ٢٩، يبقى النقاش فيما اذا كانت الجولة الجديدة من المفاوضات ستبدأ من الخط ٢٣ أو من الخط الذي استحدثه الجيش اللبناني بعد الاعلان عن تأثير صحرة تخيليت، والفارق بين الخطين يعود الى ملكية الثروة النفطية الموجود في البلوك رقم ٩، اذ ان الخط المستحدث من تأثير صخرة تخيليت يحسم ملكية ثروة حقل الغاز (قانا) للدولة اللبنانية فيما الخط رقم ٢٣ يعتبر حقل الغاز مشتركًا بين الجانبين.
وعلى المقلب الآخر، يحسم تراجع الموقف اللبناني عن الخط ٢٩ ملكية الثروة النفطية الموجودة في نصف البلوك ٧٢ وحقل كاريش بالكامل للجانب المحتل.
بالنسبة للوسيط الاميركي فإن الموقف اللبناني المشتت يضعف انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات مهما كان شكلها، اذ نقلت المعلومات أن هوكستين أمهل المعنيين في الملف للاتفاق فيما بينهم في مهلة اقصاها ٣ أشهر.
في يد الدولة اللبنانية ورقة قوة كان الامين العام لحزب الله قد أعلن عنها يوم الجمعة الماضي في ذكرى المولد النبوي عن أن المقاومة جاهزة للتصرف متى شعرت أن ثروة لبنان في خطر، مع اشارة السيد نصر الله الى طلب العدو الصهيوني من احدى شركات التنقيب بدء عملها في المنطقة المتنازع عليها، قائلًا «إن قدرة المقاومة أعدت لحماية الثروة في لبنان من الأطماع الصهيونية. وإذا كان العدو يتصور أنه يستطيع أن يتصرف كما يشاء في المنطقة المتنازع عليها قبل الحسم فهو مشتبه. وفي الوقت المناسب، عندما ترى المقاومة أن نفط لبنان في دائرة الخطر فستتصرف على هذا الأساس».
التعليقات مغلقة.