استيقظ قادة العدو اليوم على وقع هزيمة مدوية، هي ذاتها نصر كبير لشعبنا الفلسطيني ولكل أحرار العالم، وعلى وقع ضربة أمنية جديدة ومعقّدة، تمثلت في انتزاع ستة أسرى حريتهم من سجن جلبوع شديد التحصينات، خمسة منهم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، بعدما حفروا الأرض بأظفارهم مبدّدين أوهام العدو الذي يتباهى بصلابة أمنه وقوة تحصيناته.
عملية اليوم البطولية، لا شكّ أنها هزّت حكومة نفتالي بينيت، وزادت صورة حكومته قتامة، بعدما تزامنت العملية مع الضربة القوية التي تلقاها الاحتلال على السلك الفاصل شرق غزة قبل أيام، وعدم استفاقته بعد من فشله وهزيمته في معركة سيف القدس، ما سيعمّق فشله وعجزه، وسيربك كل حساباته.
زفّت حركة الجهاد الإسلامي، لشعبنا وأمتنا ولكل أحرار العالم هذا الانتصار المتمثل بعملية انتزاع الحرية التي قادها المجاهد الصلب محمود عبد الله العارضة، وباركت هذا العمل البطولي الذي أفرح وأبهج كل صاحب ضمير حي، يرى في فلسطين أرضًا تستحق الحرية، وشعبًا يستحق الحياة.
والأبطال الذين انتزعوا حريتهم هم: القائد البطل محمود عبد الله عارضة (46 عامًا) من عرابة / جنين محكوم مدى الحياة، وهو أمير أسرى الجهاد الإسلامي في سجن جلبوع، البطل محمد قاسم عارضة (39 عامًا) من عرابة، محكوم مدى الحياة، البطل يعقوب محمود قادري (49 عامًا) من بير الباشا، محكوم مدى الحياة، البطل أيهم نايف كممجي ( 35 عامًا) من كفردان محكوم مدى الحياة، البطل مناضل يعقوب انفيعات (26 عامًا) من يعبد معتقل منذ عام 2019، البطل زكريا زبيدي (46 عامًا) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019.
تفاصيل الهروب الكبير
نشرت قناة “اسرائيلية”، صباح اليوم الاثنين 6/9/2021، تفاصيل جديدة حول هروب 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الواقع في مدينة بيسان شمال فلسطين المحتلة.
ووفقًا للقناة الـ 12 الإسرائيلية، فإن هروب الأسرى الستة وقع في الجناح رقم (2) داخل سجن جلبوع والذي يعد من أكثر السجون الإسرائيلية تحصينًا، مبينة أن هذا الجناح يقع بالقرب من السياج الأمني للسجن.
وتشير التقديرات إلى أن حفر النفق استغرق عدة سنوات، وأنه كانت تنتظر الأسرى 6 سيارات للهروب، لنقلهم مباشرةً إلى الضفة الغربية.
وبحسب القناة، فقد تم حفر النفق أسفل “مغسلة” المرحاض، وتمكنوا من الخروج عبر بئر الصرف الصحي للسجن، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أن أول من اكتشف عملية الهروب هم مزارعون يعملون في المنطقة، وظنوا أنهم “لصوص” قبل أن يهربوا، حيث تم إبلاغ الشرطة الإسرائيلية بذلك.
وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون، إن الأسرى استغلوا انشغال الحراس بعيد رأس السنة العبرية، ووجود قوات قليلة بالسجن، مشيرين إلى أن إدارة مصلحة السجون تلقت مؤخرًا معلومات بأنه قد تكون هناك أعمال شغب في أحد السجون، لكن يبدو أن هذه المعلومات كان هدفها إخفاء خطة الهروب.
ووصف مصدر أمني ما جرى بأنه حادثة محرجة للغاية بالنسبة لمصلحة السجون، وأن التخطيط لها كان معدًّا منذ فترة طويلة دون وجود أي معلومات استخباراتية حول ذلك.
وقالت القناة “يبقى السؤال حول كيفية تمكن الأسرى من حفر نفق من هذا النوع داخل السجن، الذي يعتبر من أحد أفضل السجون في إسرائيل”، معتبرةً ما جرى بأنه فشل كبير لمصلحة السجون.
ويُوصف هذا السجن في إسرائيل بأنه “سجن الخزنة” بسبب إحكام الإجراءات فيه، لمنع أي محاولة فرار منه.
شجاعة مقابل خيانة
تُعد العملية انتصارًا جديدًا للحركة الأسيرة في مواجهة العدو ضمن حرب الإرادات.، وتؤكد أن قدر الأسرى هو الحرية والخلاص وأن العين ما زالت تواجه المخرز بكل شجاعة وعنفوان، لأن الفلسطيني لا يمكن ان يستسلم وأنه يصنع حريته بزناده.
في المقابل، يواصل الخَوَنة أتباع سلطة التنسيق والاستسلام، أداء وظيفتهم بالتجسّس على المقاومين من أبناء الشعب الفلسطيني؛ فقد كشفت القناة الإسرائيلية السابعة، وجود تعاون أمني كبير بين قيادات أمنية في السلطة الفلسطينية والشاباك الإسرائيلي بهدف اعتقال الأسرى الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع عبر الهروب من نفق اسفل السجن.
وقال مصدر كبير في جهاز الشاباك الإسرائيلي وفقًا للقناة السابعة إن “قياديين كبيرين في أجهزة أمن السلطة تواصلا مع جهاز الأمن العام الشاباك لتبادل المعلومات حول الأسرى الفلسطينيين الذين استطاعوا الهرب من السجن شمال فلسطين”.
التعليقات مغلقة.