شكرًا سوريا الأسد

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

كما كان متوقّعًا، وافقت الحكومة السورية على طلب لبنان المساعدة في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، وابدت دمشق استعدادها لتلبية لبنان الذي يعيش شعبه تداعيات الحصار الأميركي.
لن يكن الموقف السوري مفاجئًا. فسوريا، سوريا الأسد، رئة لبنان وقلبه، وظهره الصلب، والأخت الكبرى التي تصفح عن التجاوزات، وتعطف عند الملمّات.
ذهب الوفد اللبناني طالبًا عَون دمشق. حسنًا فعل، وإنْ تأخّر كثيرًا. نحن في لبنان نعرف أن التأخير سببه تبعية أغلبية القوى السياسية للسفارة الاميركية، ونعرف أيضًا أن النشاط الذي دفع الوفد للتحرّك صوب سوريا، إنما جاء بفعل ضوء أخضر أميركي.

الضوء الأخضر الأميركي، لم يأتِ بفعل صحوة ضمير دوروثي شيا، أو أحد آخر في الإدارة الأميركية، بل جاء بفعل قرار كبير اتخذه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، خلط بموجبه الأوراق الأميركية الخاصة بلبنان، ووضع السفارة وجماعتها في لبنان، في موقف العاجز إلا عن إصدار إشارات الارتباك والحنق.
فيما تمخر السفن الإيرانية عباب البحر في طريقها إلى السواحل السورية لتفريغ حمولتها من خيرات إيران كسرًا للحصار الأميركي، وتحدّيًا لفيتو العم سام وكارتيلات الاحتكار المتغذية في كنفه، جعلت الإدارة الأميركية تهرول مسرعة من أجل إيجاد الحلول لقطاع الكهرباء في لبنان ومن بعده أزمة المازوت والبنزين، دونًا عن كل الأزمات التي يشهدها البلد. اختيار هذين القطاعين أتى في سياق “السباق مع السفن” الذي تخوضه واشنطن. فهي تحاول المستحيل من أجل إيجاد حلّ واحد يسبق وصول السفن الإيرانية ومحتوياتها.
على كل حال، على هامش جلسة المحادثات السورية اللبنانية الرسمية عُقدت بدمشق اليوم، كانت شيا وجماعتها في لبنان في حالة ترقب وحسرة. فالجلسة كانت رسمية، بعد عشر سنوات من الانفصام، وترأسها عن الجانب السوري وزير الخارجية فيصل المقداد، وعن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، والتي ‏للمفارقة، كانت أول من وضع على طاولة مجلس الوزراء قانون قيصر الأميركي من خارج جدول الأعمال.
ما علينا، نحن أبناء اليوم، والظروف اليوم تتطلب أعلى درجات التعاون والتنسيق مع سوريا لما في ذلك من مصلحة عُليا وأولى وأكيدة للبنان.


المباحثات ونتائجها
أكد الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري في تصريح للصحفيين أن سوريا وافقت على طلب الجانب اللبناني المساعدة في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية واستعدادها لتلبية ذلك.

وقال خوري: ناقشنا الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلدان وخاصة في مجال الكهرباء والغاز وطلب الجانب اللبناني امكانية مساعدة سورية للبنان في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية ورحب الجانب السوري بالطلب.

وأضاف خوري: إن الجانبين اتفقا على متابعة الإجراءات الفنية التفصيلية من خلال فريق مشترك لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمور الفنية في كل من البلدين.

شارك في المحادثات عن الجانب السوري الدكتور كنان ياغي وزير المالية والمهندس بسام طعمة وزير النفط والثروة المعدنية والدكتور فادي الخليل رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي وعلي عبد الكريم علي سفير سورية في لبنان وعن الجانب اللبناني غازي وزني وزير المالية وريمون غجر وزير الطاقة واللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام اللبناني وسعد زخيا سفير لبنان في سورية إضافة إلى مشاركة أمين عام المجلس الأعلى السوري اللبناني نصري خوري.

وكان الوفد الوزاري اللبناني برئاسة عكر وصل إلى دمشق صباح اليوم حيث استقبله الوزير المقداد في معبر جديدة يابوس على الحدود السورية اللبنانية.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد