كالعادة، لا يعبأ السيد حسن نصر الله لما يقوله السياسيون والإعلاميون المائلون مع كل ريح والناعقون مع كل ناعق، الذين يرون الحقيقة لكنهم يعاندون، حقدًا على السيد وحزبه أو انصياعًا لما تطلبه منهم سفارة غربية أو عربية.
تحدث السيد اليوم كالعادة، منطلقًا من هموم اللبنانيين كلهم، الذين يعانون جميعهم من انقطاع الماء والكهرباء والوقود، والذين لا يجدون من ينطق باسمهم حقيقةً لا مجرد كلام في وسائل الإعلام من مسؤولين مشاركين في ظلم اللبنانيين وسرقتهم هم وعصاباتهم، أو مسؤولين مقصرين غير جديرين بالمسؤولية، أو مسؤولين منقادين للسفارات يقولون ما يؤمرون بقوله.
تحدث ابن الناس، ابن المقهورين الموجوعين، الآتي منهم والمقيم بينهم، لا قصر يؤويه ولا برج، وأجزم لولا ما يفرضه عليه الوضع الأمني والتهديد الإسرائيلي، لَخرج بين الناس كما كان يفعل سلفه العظيم الشهيد السيد عباس الموسوي، مستطلعًا حال الناس.
أعاد السيد التأكيد على أن حزب الله ليس الدولة، وليست مسؤوليته ولا واجبه جلب المواد النفطية أو غيرها إلى اللبنانيين، لكن الحزب مضطر وملزَم بمساعدة اللبنانيين -على استطاعته- حين تقصر الدولة أو تتقاعس عن القيام بواجبها، وهي مساعدة لا تغني عن الدولة ومهامها وواجباتها، لكنها تعين اللبنانيين في مواجهة شظف العيش، مبشرًا بانطلاق سفينة وقود أخرى من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من ضمن أسطول السفن القادم حاملًا ما أمكن من وقود إلى كل الأفران والمحطات ومعامل الدواء وغيرها في كل المناطق اللبنانية، مرحبًا بأية مساعدات تأتي إلى لبنان من أية دولة كانت، مضيفًا أن على الإدارة الأميركية رفع الفيتو عن تقديم الدعم الى لبنان إن كانت عازمة على المساعدة
أما أهم ما سيقف عنده المتابعون، من أعداء أو أصدقاء، فهو اقتراح السيد نصر الله، إذا قبلت الحكومة اللبنانية، الاستعانة بشركات إيرانية قادرة على استخراج النفط والغاز وهي لا تخاف القصف الإسرائيلي.
هذا هو السيد نصر الله الذي نعرفه، والذي لن يكون إلا هكذا، القائد الفذ الحكيم الذي يحتاج إليه لبنان في زمن يحكم فيه لبنان المسؤولون اللصوص أو المتقاعسون أو المنصاعون إلى الخارج.
التعليقات مغلقة.