فعلها السيّد حسن نصر الله. في الأصل، لم يكن أحد ليشكك في صدقه وإقدامه، لكنه ضمَّ المساعدات للبنانيين والتي سيستقدمها من إيران عابرًا بها البحار والمحيطات، إلى معادلة الردع الاستراتيجية التي تحكم المواجهة مع العدو الصهيوني، والأميركي من خلفه.
أيّ عزّ هذا. اللبنانيون يشعرون بالفخر. فخرٌ لا قبله ولا بعده.
كرّس السيّد نصر الله نفسه، صاحب الوعد الصادق بحق. فهو ابن هؤلاء الناس ويعاني معاناتهم. لا يترك أهله الذين قدموا أولادهم شهداء وجرحى وخسروا بيوتهم في سبيل المقاومة. انطلاقًا من هذا، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب يوم العاشر من محرم، انطلاق السفينة الأولى من إيران التي تحمل المحروقات باتجاه لبنان ببركة الإمام الحسين (ع)، ولفت إلى أن “ما يفصلنا عنها مسافة ساعات فقط، وهي أنجزت كل أعمالها”، مؤكدًا أن “سفنًا أخرى ستتبعها فالمسألة ليست مسألة سفينة واحدة”.
وشدّد على أن “الأولوية في السفينة القادمة من إيران هي للمازوت بسبب الأهمية الحياتية القصوى”. وضمّ القوافل البحرية القادمة إلى معادلة الردع، محذّرًا العدو الصهيوني والأمريكيين من المساس بها، وقال إن “السفينة الإيرانية المتوجهة الينا أرضٌ لبنانية”، وتابع “من فرض علينا اتخاذ هذا القرار هو من فرض علينا الحرب الاقتصادية.. لا يخطئنّ أحدٌ أن يدخل في تحدٍ معنا لأن الأمر بات مرتبطًا بعزة شعبنا ونرفض أن يُذلّ هذا الشعب”.
لا شكّ أن هذه الجزئية الداخلية من خطاب السيّد نصر الله، أخذت الحيّز الأوسع من اهتمام اللبنانيين، على الرغم من استراتيجية الخطاب وشموله كلّ محور من محاور المقاومة، بدءًا من فلسطين وصولًا إلى اليمن. حقّق السيّد وعده مرّة أخرى، فبُهت الذين كذبوا واستبقوا وصول السُفُن بالكثير من التوهين والتشكيك والكذب. لا شكّ أن هؤلاء يتحضرون لموجة خَوَت جديدة، انطلاقًا من فشل كل رهاناتهم، وذهاب كل جهودهم هباءً منثورًا، الأمر الذي يضعهم في موقف حرِج مع مشغّلهم في عوكر، حيث تدار الحرب الاقتصادية والإعلامية والتواطؤ على الشعب اللبناني. غير أنه كما أكّد السيّد نصر الله، فإن السفارة الأميركية في بيروت، وجهود مرتزقتها، ستفشل كما فشلت في السابق. وعليهم أن يأخذوا تجربة أفغانستان بعين الاعتبار.
ها هو الرجل الذي كان بالأمس يوصي الأمهات أن يحضرن معهن ما يغطين به رؤوس ووجوه الأطفال من حرّ الشمس. رسم قبل قليل معادلة إقليمية مع أقوى دولة في العالم كي يكسر الحصار عنّا. إنه قائد جيل لم تهزّه لا العواصف ولا التهديدات ولا الظروف. واللبنانيون الشرفاء يقفون خلفه بكل قوة وإيمان، ولسان حالهم يقول: السلام عليك يا مُعِزّ اللبنانيين.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.