الموساد: العلاقة بين “إسرائيل” وأحزاب لبنانية تعود إلى الخمسينيات

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق من هذا الشهر، بنشر وثائق سريّة خاصة بجهاز المخابرات (الموساد)، حول دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي لميليشيات لبنانية خلال الحرب الأهلية في لبنان.
ويأتي الكشف عن الوثائق تزامنًا مع حلول الذكرى الأربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي وقعت في مخيمين للاجئين الفلسطينيين في بيروت.
وتكشف الوثائق التي نشرت باللغة العبرية، وترجمها الناشط الإسرائيلي روني باركان، كما نشرت صحيفة هآرتس مقتطفات منها، فصولًا من تاريخ العلاقة بين الجانب الإسرائيلي وميليشات “الكتائب” و”الأحرار” اللبنانية.
وتؤكد الوثائق أن علاقة الكيان الإسرائيلي مع أحزاب وشخصيات سياسية لبنانية، بدأت في الخمسينيات. وتتحدث عن طائرة أرسلها نظام شاه إيران محمد رضا بهلوي، لشحن السلاح من إسرائيل إلى لبنان، دعمًا للرئيس اللبناني آنذاك، كميل شمعون عام 1958.

ماذا جاء في تقرير الموساد؟

  • انطلقت أول شحنة إسرائيلية محمّلة بالسلاح إلى ميليشيات لبنانية في منتصف تشرين الثاني عام 1975.
  • سلّمت أولى شحنات الأسلحة المرسلة بحرًا، إلى مقاتلي حزب “الوطنيين الأحرار”، الذي أسّسه الرئيس السابق كميل شمعون. (يطلق عليهم في الوثائق اسم “الشمعونيين”).
  • بعد نجاح وصول الشحنة الأولى، توالت الشحنات، وكانت ترسل الأسلحة أحياناً لثلاثة أطراف، “الشمعونيين” وبشير الجميل وأمين الجميل (شقيق بشير، ابن مؤسس حزب الكتائب بيار الجميّل).
  • بدأت أولى خيوط العلاقة بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني في الخمسينيات، بحجة تأمين حماية للمسيحيين في لبنان.
  • كان كميل شمعون رئيسًا للجمهورية، وكان حكمه مهددًا عام 1958، فجرى الاتفاق مع حكومة الشاه على إرسال طائرة لنقل السلاح من إسرائيل إلى لبنان دعمًا له. وأرسلت بعدها عدة شحنات.
  • عند تدهور الأوضاع في لبنان عام 1975، كان كميل شمعون أول من اتصل بالجانب الإسرائيلي طلبًا للمساعدة والسلاح.
  • وافقت القيادة الإسرائيلية على مدّ اللبنانيين بالأسلحة الخفيفة في البداية مقابل دفع ثمن التكلفة، أو ثمن إعادة تشغيل بعض الأسلحة المستولى عليها في “حرب أكتوبر 1973”.
  • اقتصرت العلاقة مع الجانب اللبناني على توريد الأسلحة ولم يدخل الطرفان في أي مناقشات سياسية معمّقة أو بعيدة المدى، حتى صيف عام 1976.
  • زار وفد مكوّن من جهاز الموساد ومن مخابرات الجيش لبنان سرًّا، ومكث ثلاثة أيام لتقييم وضع حلفائهم في الحرب.
  • زار الوفد مقرّ قيادات الكتائب و”الشمعونيين”، كما تناول الغداء في منزل آل الجميل في القرية حيث اجتمعوا مع بشير الجميل.
  • تمحورت النقاشات مع الوفد حول سياسة إسرائيل لمساعدة المسيحيين في لبنان.
  • بعدها بدأ إرسال أفراد أو مسؤولين من الميليشيات اللبنانية إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي لتلقي دورات تدريبية في مختلف المجالات.
    في كانون الثاني 1982 (قبل الاجتياح بخمسة أشهر) زار أرييل شارون لبنان واجتمع مع قيادتي “الأحرار” و”الكتائب”.

ما الجديد في وثائق الموساد؟
قد تكون هذه المرة الأولى التي يكشف فيها الموساد رسميًا عن علاقات بين الاحتلال الإسرائيلي ومسؤولين لبنانيين تعود إلى الخمسينيات – أي إلى ما قبل سنوات الحرب الأهلية في السبعينيات – ولا سيّما دعم الرئيس كميل شمعون عام 1958.
كما تكشف الوثائق عن دور شاه إيران محمد رضا بهلوي، عبر التكفّل بنقل الأسلحة من كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى الجانب اللبناني.
نشرت الوثائق أيضاً لائحة مفصّلة بالأسلحة والذخائر والعتاد العسكري، طلبها كميل شمعون من الإسرائيليين خلال الحرب الأهلية وأبدى استعداده لدفع ثمنها.
ذكرت الوثائق أن أرييل شارون (وزير الدفاع آنذاك)، أخبر بيار الجميّل في كانون الثاني عام 1982 قائلاً “إننا ذاهبون إلى حرب واسعة النطاق، ومن شأنها أن تحدث تغييراً في العلاقات اللبنانية – الإسرائيلية”.
كما أفادت الوثائق بأن الاستعدادات الإسرائيلية لحرب لبنان، بدأت منتصف عام 1981، وتسارعت وتيرتها نهاية العام، وهذا ما ينظر له على أنه مناقض لذريعة محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن التي اتخذها الاحتلال الإسرائيلي ذريعة لبدء الاجتياح الذي وُصف بأكثر حروبه “تخطيطاً”، لأن قادة الوحدات زاروا الميدان وشاهدوا بأنفسهم أين سيقاتلون.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد